(الرجال الذي عاش بعد الموت) إلمر مكوردي

(الرجال الذي عاش بعد الموت)  إلمر مكوردي


إلمر مكوردي "ELMER MCCURDY"، هو لص منحوس.. عاش حياة بائسة تماماً، ولكنه عوضها بشكلاً ما بحياة أخرى بعد موته، فالرل إستمر بالعيش بعد موته بين الأحياء حتى بعد مماته، فتنقل بين مدن عدة وعاصر أحداثاً كثيرة وكسب أموالاً طائلة، كما شارك أيضاً في بعض الأفلام والمسلسلات.
كان "إلمر" رجلاً منحوساً من ولادته علم 1880، أدمن الخمر طيلة حياته وفشل في كل مهنة عمل بها، وفي النهاية قرر أنيصبح لص، فكون عصابة للسرقة ولكن عصابته كانت تمع بين ميزتين "الغباء، والنحس"، لدرجة أن من يقرأ عن سرقات هذه العصابة قد يظن أنها أحداث فيلم كوميدي.
بالرغم من تفاهة سرقات عصابة "مكوردي"، إلا أن حكومة ولاية أوكلاهوما قد رصدت مبلغ 2000 دولار للقبض عليه.
وفي أحد الأيام عام 1911 تمكن أربعة رجال قانون من محاصرته داخل إسطبل وقتله برصاصة في صدره، وبعدها أخذوا الجثة إلى المدينة ليحصلوا على جائزتهم المالية، وبعدها قاموا بإعطاء الجثة لصاحب أحد دور الجنائز بالمدينة.
ولأنه بلا أقارب، لم يظهر أحد للمطالبة بجثة "مكوردي" أو دفع رسوم الجنازة والدفن، فقرر صاحب دار الجنائز الإحتفاظ بالجثة لنفسه، وقام بتحنيطها بطريقة متقنة بواسطة الزرنيخ، ثم عرضها للجمهور ووضع تحتها لافتة تقول: "اللص الأحمق الذي لم يستسلم أبداً".
وسرعان ما نالت الجثة شهرة واسعة.. فاصطف الناس لرؤيتها مقابل (خمسة سنتات)، ويقال أن الرجل قمع ثروة طائلة بهذه الطريقة.
وفي عام 1917 ظهر شخص يطالب بالجثة، حيث زعم أنه شقيق "مكوردي"، وبأنه قد جاء لأخذ جثة شقيقه لدفنه، بينما هو في حقيقة الأمر كان مدير سيرك أخذ الجثة وبدأ يعرضها مقابل المال في السيرك بعد أن وضع تحتها يافطة كبيرة تزعم بأنها تعود لأشهر وأشجع خارج عن القانون.
مرت الأعوام ومات مدير السيرك، وبموته بدأت الجثة رحلة طويلة تنقلت خلالها بين العديد من عروض السيرك والمهرجانات وعرضت لفترة في متحف للجريمة، وإستُعملت مراراً لتخويف الناس داخل نفق مرعب في مدن الألعاب الترفيهية.
لم تخلو تلك الرحلة الطويلة من الغرابة، فلفترة من الزمن إستعملوا فم الجثة لقطع بطاقات الدخول إلى أحد المتاحف، كما ظهرت الجثة في خلفية أحد الأفلام السينمائية عام 1933، واستعملت مرة كضمان للحصول على قرض مقداره 500 دولار .
الأغرب في الأمر أن جثة "مكوردي" جمعت من المال ما يفوق بأضعاف مضاعفة جميع ما كسبه وهو على قيد الحياة، الجثة تحولت إلى مومياء بفعل الزمن، ومع السنين نسى الجميع أنها جثة حقيقية.
في عام 1976 إستأجر الجثة مسلسل تليفزيوني شهير يُدعى "رجل السنة ملايين دولار" للظهور في إحدى حلقاته، وخلال التصوير تسبب أحد العملاء من دون قصد في كسر ذراع الجثة أثناء إنزالها من حبل المشنقة، وحينها أصيب الجميع بالذهول عندما إكتشفوا أنها جثة حقيقية.
تم نقل المومياء إلى أحد المراكز الطبية، حيث عثر الأطباء أثناء تفحصهم على خمسة سنتات تعود لعام 1926 وعلى بطاقات دخول لأحد المتاحف محشورة داخل فم المومياء.
أخيراص وبعد رحلة طويلة إستغرقت خمسة وستون عاماً، إنتهى المطاف بجثة إلمر مكوردي إلى مقبرة مدينة أوكلاهوما لتدفن هناك، ومن أجل ضمان ألا يعبث احد بالجثة مجدداً فقد جرى دفنها تحت مترين مكعبين من الخرسانة المسلحة.