السبت، 13 فبراير 2016

ثروة إمبراطور روما " أغسطس "

ثروة إمبراطور روما " أغسطس "
عرف عن " أغسطس " أنه حكم الإمبراطورية الرومانية عقب نهاية الحرب الأهلية التي تلت عمية إغتيال " يوليوس قيصر " خلال شهر آذار مارس من سنة 44 قبل الميلاد , إستمر حكم " أغسطس " كإمبراطور على روما لفترة قاربت ال 41 سنة شهدت خلالها الإمبراطورية الرومانية فترة إستقرار سياسي و رخاء كما تمكن " أغسطس " خلالها من توسيع إمبراطوريته على حساب كل من مصر و دالماتيا و بانونيا كما دعم أيضا نفوذ بلاده في شمال أفريقيا و شبه الجزيرة الأيبيرية . في أثناء ذلك و خلال فترة حكمه جمع " أغسطس " ثروة طائلة جعلت منه واحدة من الشخصيات الأكثر ثراءا على مر التاريخ فقد قدر مجموع ثروته حسب أبحاث معاصرة بما يقرب ال 4,6 تريليون دولار أي ما يقرب خمس ثروة الإمبراطورية الرومانية في تلك الفترة .
على الرغم من هذه الثروة الطائلة لم يتمكن إمبراطور روما " أغسطس " من التفوق على ملك مالي " منسى موسى " و الذي حكم مالي خلال القرن الرابع عشر و إلى يومنا الحاضر لم يتم إحصاء ثروته بشكل دقيق

القرصان جان فرانسوا نو ( 1630 - 1669 )

القرصان جان فرانسوا نو ( 1630 - 1669 )
يلقب أيضا " فرانسوا لولوني " و يعد من أكثر القراصنة شرا و دموية في تاريخ القرصنة و يقال أنه لم يأسر يوما أي شخص و كان دائما يقتل كل من يقع بين يديه و يبيد سكان أي قرية كانت تبدي مقاومة لفرقته . خلال مسيرته حضي " لولوني " بدعم كبير من قبل " فريدريك ديشان " حاكم جزيرة السلحفاة قرب منطقة " هيسبانيولا " حذو هايتي حاليا و قيل عنه أنه مرة خسر في معركة ضد الإسبان و تم قتل كل طاقمه إلا هو فقد قام بتلطيخ نفسه بالدماء و التخفي بين الجثث و من ثم أقنع بعض العبيد من منطقة " كامبيش " من المكسيك بمساعدته على العودة إلى جزيرة السلحفاة و عند عودته جهز طاقما بحريا جديدا و إنطلق كالعادة لمهاجمة السفن الإسبانية المحملة بالذهب ( قيل أنه بينما كان الإسبان يحتفلون بمقتله كان هو يهاجم و يسرق مراكبهم بعد أن أعاد تكوين فرقته من جديد ) . خلال مسيرته نجح " لولوني " في مهاجمة " ماراكايبو " قرب فنزويلا حاليا و سيطر على مخزون كبير من الكاكاو و ما يقدر سعره ب 300 ألف تالر ( عملة فضية ) و قتل العديد من سكان المدن المحاذية لماراكايبو , لاحقا قرر لولوني مهاجمة نيكاراغوا لكن الأحوال الجوية و العواصف لم تسمح له بذلك فقرر مهاجمة خليج الهندوراس بأكمله في إنتظار أن تهدأ العواصف . خلال حملاته على خليج الهندوراس قام " لولوني " بمهاجمة عديد القرى و قام بقتل العديد من البحارين و الصيادين و سرقة طعامهم و صيدهم .
قيل عن لولوني أنه كان شخصا لا يعرف معنى الرحمة و قيل أنه كان دائما ما يحب أن يقوم بتقطيع لسان من يقع بين يديه ( يؤسر في معركة ) و يقوم بتعذيبه من أجل إنتزاع إعترافات عن أماكن الكنوز الإسبانية و من ثم يتم إعدامه بأبشع الطرق , كما قيل عن " لولوني " أنه من شدة تعطشه للدماء قام ذات مرة بجمع 87 من الإسبان المأسورين و قام بتقييدهم و من ثم أقدم على إعدامهم جميعا بسيفه عن طريق قطع رؤوسهم و لكنه لم يشبع من ذلك فإتجه نحو قرية قريبة من المكان ( قرب يوكاتان بالمكسيك حاليا ) أين كانت تعيش قبائل مسالمة و شبه عراة فسحب سيفه و عاث فسادا بالقرية رفقة قواته و عند مغادرته لها لم يبقى فيها أي بشر حيا . قالت بعض الأساطير عن " لولوني " أنه عندما كان يسير في الغابات رفقة قواته كانت الفئران تهرب لرؤيته و قيل عن الحنود الإسبان أنهم كانوا يفضلون الوقوع أسرى لدى الشيطان و لا الوقوع بين يدي " لولوني " . سنة 1669 تعرضت قوات " لولوني " إلى أسوأ سنة في تاريخها و بسبب المعارك الصعبة و الجوع الذي حل بهم لم يتبقى منهم سوى 150 شخصا رفقة قائدهم ( لولوني ) . و ذات مرة في نفس السنة نزل لولوني على أرض منطقة قرب خليج داريان من أجل البحث عن بعض الطعام فوقع أسيرا لدى بعض السكان المحليين الذين قاموا بقتله و تقطيعه و طبخه قبل أن يأكلوا من لحمه

الخميس، 11 فبراير 2016

نصيحة ابي حازم لسليمان بن عبد الملك

نصيحة أبي حازم التابعي لسليمان بن عبد الملك:لما حج سليمان بن عبد الملك ودخل المدينة زائرا لقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه ابن شهاب الزهري ورجاء بن حيوة، فأقام بها ثلاثة أيام، فقال: أما ها هنا رجل ممن أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقيل له: بلى، ها هنا رجل يقال له أبو حازم.فبعث إليه فجاءه وهو أقور أعرج، فلما نظر إليه سليمان ازدرته عينه، فقال له: يا أبا حازم: ما هذا الجفاء الذي ظهر منك وأنت توصف برؤية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع فضل ودين تذكر به.فقال أبو حازم: وأي جفاء رأيت مني يا أمير المؤمنين؟ فقال سليمان: إنه آتاني وجوه أهل المدينة وعلماؤها وخيارها، وأنت معدود فيهم ولم تأتني، فقال أبو حازم: أعيذك بالله أن تقول ما لم يكن، ما جرى بيني وبينك معرفة آتيك عليها.قال سليمان: صدق الشيخ، فقال: يا أبا حازم ما لنا نكره الموت؟ فقال أبو حازم: لأنكم أخربتم آخرتكم، وعمرتم دنياكم، فأنتم تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب!.قال سليمان: صدقت يا أبا حازم، فكيف القدوم على الآخرة؟ قال: أما قدوم المسيء فكالعبد الآبق يؤخذ فيشد كتافه، فيؤتى به إلى سيد فظ غليظ، فإن شاء عفا وإن شاء عذب! فبكى سليمان بكاء شديدا، وبكى من حوله.ثم قال: ليت شعري ما لنا عند الله يا أبا حازم؟ فقال: اعرض نفسك على كتاب الله، فإنك تعلم ما لك عند الله، قال سليمان: يا أبا حازم وأين أصيب تلك المعرفة في كتاب الله؟ قال: عند قوله تعالى: {إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم}.قال سليمان: يا أبا حازم فأين رحمة الله؟ قال: {إن رحمة الله قريب من المحسنين}، قال سليمان: يا أبا حازم: من أعقل الناس؟ قال أبو حازم: أعقل الناس من تعلم العلم والحكمة وعلمها الناس.قال سليمان: فمن أحمق الناس؟ فقال: من حط في هوى رجل وهو ظالم فباع آخرته بدنيا غيره! قال سليمان: فما أسمع الدعاء؟ قال أبو حازم: دعاء المخبتين الخائفين.فقال سليمان: فما أزكى الصدقة عند الله؟ قال: جهد المقل، قال: فما تقول فيما ابتلينا به؟ قال: أعفنا عن هذا وعن الكلام فيه أصلحك الله، قال سليمان: نصيحة تلقيها، فقال: ما أقول في سلطان استولى عنوة بلا مشورة من المؤمنين ولا اجتماع من المسلمين، فسفكت فيه الدماء الحرام، وقطعت به الأرحام، وعطلت به الحدود، ونكثت به العهود، وكل ذلك على تنفيذ الطينة، والجمع، وماذا يقال لكم!.فقال بعض جلسائه: بئس ما قلت يا أقور!! أمير المؤمنين يستقبل بهذا؟ فقال أبو حازم: أسكت يا كاذب، فإنما أهلك فرعون هامان، وهامان فرعون!إن الله قد أخذ على العلماء ليبيننه للناس ولا يكتمونه، أي لا ينبذونه وراء ظهورهم.قال سليمان: يا أبا حازم: كيف لنا أن نصلح ما فسد منا؟ فقال: المأخذ في ذلك قريب يسير يا أمير المؤمنين، فاستوى سليمان جالسا من اتكاءه فقال: كيف ذلك؟ فقال: تأخذ المال من حله، وتضعه في أهله، وتكف الأكف عما نهيت عنه وتمضيها فيما أمرت به.قال سليمان: ومن يطيق ذلك؟ فقال أبو حازم: من هرب من النار إلى الجنة، ونبذ سوء العادة إلى خير العبادة، فقال سليمان: اصحبنا يا أبا حازم، وتوجه معنا تصب منا ونصب منك، فقال أبو حازم: أعوذ بالله من ذلك!.قال سليمان: ولم يا أبا حازم؟ قال: أخاف أن أركن إلى الذين ظلموا فيذيقني الله ضعف الحياة وضعف الممات، فقال سليمان: فتزورنا؟قال أبو حازم: إنا عهدنا الملوك يأتون على العلماء، ولم يكن العلماء يأتون الملوك، فصار في ذلك صلاح الفريقين، ثم صرنا الآن في زمان العلماء يأتون الملوك، والملوك تقعد عن العلماء، فصار ذلك فساد الفريقين جميعا.اللهم وفقنا لما وفقت إليه القوم، وأيقظنا من سنة الغفلة والنوم، وارزقنا الاستعداد لذلك اليوم، الذي يربح فيه المتقون، اللهم وعاملنا بإحسانك، وجد علينا بفضلك وامتنانك، واجعلنا من عبادك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين، برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.قال سليمان: فأوصنا يا أبا حازم وأوجز: قال: اتق الله أن لا يراك حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك، قال سليمان: ادع لنا بخير، فقال أبو حازم: اللهم إن كان سليمان وليا فبشره بخير الدنيا والآخرة، وإن كان عدوك فخذ إلى الخير بناصيته، قال سليمان: زدني، قال: قد أوجزت، فإن كنت وليه فاغتبط، وإن كنت عدوه فاتعظ، فإن رحمته في الدنيا مباحة، ولا يكتبها في الآخرة إلا لمن اتقي في الدنيا؛ فلا نفع في قوس يرمي بلا وتر.....فأعجب سليمان بأمره عجبا شديدا، فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين، إن الناس كلهم مثله، قال: لا، قال الزهري: إنه لجاري منذ ثلاثين سنة ما كلمته قط، فقال أبو حازم: صدقت لأنك نسيت الله فنسيتني ولو ذكرت الله لذكرتني، قال الزهري: أتشتمني؟ قال له سليمان: بل أنت شتمت نفسك، أو ما علمت أن للجار على الجار حقا؟.قال أبو حازم: إن بني إسرائيل لما كانوا على الصواب كانت الأمراء تحتاج إلى العلماء، وكانت العلماء تفر بدينها من الأمراء، فلما رئي قوم من أراذل الناس تعلموا العلم وأتوا به الأمراء، استغنت الأمراء عن العلماء واجتمع القوم على المعصية، فسقطوا وهلكوا، ولو كان علماؤنا هؤلاء يصونون علمهم لكانت الأمراء تهابهم وتعظمهم، فقال الزهري: كأنك إياي تريد وبي تعرض؟ قال: هو ما تسمع.قال سليمان: يا أبا حازم عظني وأوجز، قال: الدنيا حلالها حساب، وحرامها عذاب، وإلى الله المآب، عذابك أو دع.قال: لقد أوجزت فأخبرني ما مالك؟ قال: الثقة بعدله، والتوكل على كرمه وحسن الظن به، والصبر إلى أجله، واليأس مما في أيدي الناس.قال: يا أبا حازم ارفع إلينا حوائجك، قال: رفعتها إلى من لا تخذل دونه، فما أعطاني منها قبلت، وما أمسك عني رضيت، مع أني قد نظرت فوجدت أمر الدنيا يؤول إلى شيئين، أحدهما لي والآخر لغيري؛ فأما ما كان لي فلو احتلت عليه بكل حيلة ما وصلت إليه قبل أوانه وحينه الذي قدر لي، وأما الذي لغيري فذلك لا أطمع فيه، فكما منعني رزق غيري، كذلك منع غيري رزقي، فعلام أقتل نفسي في الإقبال والإدبار!.قال سليمان: لا بد أن ترفع إلينا حاجة نأمر بقضائها، قال: فتقضيها؟ قال: نعم، قال: فلا تعطني شيئا حتى أسألكه، ولا ترسل إلي حتى آتيك، وإن مرضت فلا تعدني، وإن مت فلا تشهدني، قال سليمان: أبيت يا أبا حازم، قال: أتأذن لي أصلحك الله في القيام، فإني شيخ قد زامنت.قال سليمان: يا أبا حازم مسألة ما تقول فيها؟ قال: إن كان عندي علم أخبرتك به، وإلا فهذا الذي عن يسارك يزعم أنه ليس شيء يسأل عنه إلا وعنده علم (يريد الزهري) فقال له الزهري: عائذا بالله من شرك أيها المرء! قال: أما من شري فقد عفيت، وأما لساني فلا.قال سليمان: ما تقول في سلام الأئمة من صلاتهم: أواحدة أم اثنتان؟ فإن العلماء لدينا قد اختلفوا علينا في ذلك أشد الاختلاف، قال: على الخبير سقطت؛ أرسيك في هذا بخبر شاف.حدثني عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد أنه شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم في الصلاة عن يمينه حتى يرى بياض خده الأيمن ثم يسلم عن يساره حتى يرى بياض خده الأيسر، سلاما يجهر به. قال عامر: كان أبي يفعل ذلك.وأخبرني سهل بن سعد الساعدي أنه رأى عمر بن الخطاب وابن عمر يسلمان من الصلاة كذلك، فقال الزهري: اعلم ما تحدث به أيها الرجل، فإن الحديث عن رسول الله صعب شديد إلا بالتثبيت واليقين.قال أبو حازم: قد علمته ورويته قبل أن تطلع أضراسك في رأسك، فالتفت الزهري إلى سليمان، وقال: أصلحك الله، إن هذا الحديث ما سمعت به من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قط، فضحك أبو حازم، ثم قال: يا زهري أحطت بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كله؟ قال: لا قال: فثلاثة أرباعه؟ قال: لا قال: فثلثه؟ فقال: أراني ذلك، قد رويت وبلغني.فقال أبو حازم: فهذا من الثلث الذي لم يبلغك وبقي عليك إسماعه، فقال سليمان: ما ظلمك من حاجك، ثم قام مأذونا له، فأتبعه سليمان بصره، ينظر إليه ويعجب به، ثم التفت إلى جلسائه فقال: ما كنت أظن أنه بقي في الدنيا مثل هذا

الأربعاء، 10 فبراير 2016

معركة هاجوفا


--------------
كثيرة هي الأيام الخالدة في تاريخ الإسلام، والتي تبرز خالدية الصراع بين الشرق والغرب، بين الإسلام والنصرانية، فقد لبثت الفكرة الصليبية قرونًا محور هذا الصراع، وقد بلغ ذلك الصراع قوة اضطرامه زمن الخلافة العثمانية حيث سقطت القسطنطينية، ولم يعرف قط سبيلًا للمهادنة، حتى بعد أن نبذت الخلافة العثمانية فكرتها في اجتياح الغرب، إذ بدت عليها علامات الضعف والتنازع بعد موت أمير المؤمنين سليمان القانوني رحمه الله (974هـ / 1566م)، في الوقت الذي اتحدت فيه قوى الصليبيين بأوروبا، وأخذت فكرتها الصليبية في ثوبها الجديد، ثوب السياسة الاستعمارية التي ترمي إلى فرض سلطان الغرب على الأمم الإسلامية والشرقية بوجه عام، والتربص بكل فورة أو نهضة جديدة يجيش بها الإسلام.
وتعتبر معركة هاجوفا أو كرزت من تلك الأيام الخالدة من تاريخ أمتنا، والتي بدت فيها الفكرة الصليبية قوية مضطرمة، جرت أحداثها بين الدولة العثمانية بقيادة السلطان محمد الثالث وبين اتحاد الإمبراطورية الرومانية المقدسة، بقياده ماكسيمليان أخو إمبراطور ألمانيا، والتي انتهت بنصر مظفر للخلافة العثمانية.
تمردات الألمان
بموت السلطان سليمان القانوني دخلَت الدولةُ العثمانيَّة في مرحلةٍ مِن الضَّعف المرحلي، أدَّى لتوسُّع الممالِك الأوروبيَّة مرَّة أخرى على حساب أملاكِ الدَّولة العثمانيَّة، التي أنفق فيها السلاطين العثمانيون الأوائل كثيرًا من دماء المسلمين في سبيل فتحها وإخضاعِها لدولة الإسلام.
وفي عام 1003هـ / 1595م وفي وسط مؤامراتِ قصر السلطان العثماني محمد الثالث وتنازُع الوزراء، خسرَت الدولة العثمانيَّة عدة مواقع في أوروبا، كان من ضمنها قلعة "إستركون" المركزيَّة لصالح الألمان (الإمبراطورية الرومانية المقدسة)، بالإضافة إلى جرأة أمير رومانيا - أمير مقاطعة الأفلاق الرومانية "الفويفودا ميخائيل - ميخائي" على الجيش العثمانِي في تِلك المنطقة بقيادة الوزير "سنان باشا"، وإعلانِ تمرُّده ومطاردته الجيشَ العثماني في انسحابِه؛ حيث تعقَّب خِيرَة فرق الصَّاعقة بالجيش العثماني، وقام بإغراقهم أثناء عبورهم نهر الدانوب، وارتكب ما تقشعر منه الأبدان من مذابح بحق الأهالي المسلمين بما فيهم النساء والأطفال في " تاركوفيتشه" بل إن يلماز اوزتونا في كتابه " تاريخ الدولة العثمانية" ذكر أنه قد أعدم 3500 مسلمًا على الأوتاد (الخوازيق)، بما فيهم علي باشا وكبار الضباط الأتراك، وقد أقدم على شيّ لحوم بعض الضحايا وأكلها كذلك!
ونتيجة لإخفاق سنان باشا في رد هذه الهجمات، فقد عزله السلطان، وتم تعيين إبراهيم باشا وزيرًا أعظم للدولة العثمانية [1].
نفير السلطان محمد الثالث
ونظرًا لهذا الوضع الحرج، ولتنامِي قوَّة الجيش الألماني الذي بات يمثل خطرًا حقيقيًّا ضد الدولة العثمانية ككلٍّ، وجرأة الرُّومان، قرَّر السلطان محمد الثالث الخروج بنفسِه للجهاد على رأس حملةٍ كبيرة؛ لاستعادة هَيبة الخلافة العثمانية؛ حيث كان السلطان محمد الثالث أول من خرج من السلاطين للجهاد بعد 30 سنة من وفاة أمير المؤمنين سليمان القانوني رحمه الله.
حصار قلعة أرلو - أكري - إغر
وقد خرجَت هذه الحملة بقيادة الخليفة العثماني محمد الثالث من إستانبول سنة 977هـ / 20 يونيو عام 1569م؛ حيث عبر مدينة صوفيا ليصلَ إلى بلغراد في أغسطس، حيث استُقبل استقبالًا حافلًا، وجرت مراسم استعراض للجيش، وبعد 11 يومًا عبر الجيشُ العثماني نهرَ سافا ليدخل مناطق النمسا في سبتمبر عام 1569م، وهنا دُعيَ إلى مجلس حربيٍّ بقلعة سلانكمن بقيادة السلطان، وقرَّر المجلس أن يفتتح قلعةَ أكري أو أرلو (بالألمانية) أو إغر (بالمجرية)، التي عجز السلطان سليمان القانوني عن فتحها في سنة 963هـ / 1556م، رغم محاصرته لها 39 مرة. وتكمن أهمية القلعة في أنَّها تتحكَّم في طرق المواصلات بين النمسا وترانسلفانيا (رومانيا)، وقد كانت جميع هذه المناطق تقاوِم الفتحَ العثماني، وكانت القلعة في حوزة الألمان.
وبدأ الحصار في 24 سبتمبر 1569م وقد استطاع السلطان محمد فتحها بعد حصار 18 يومًا، ثم أقيمت صلاة الجمعة في 18 أكتوبر، وكان خطيبها سعد الدين أفندي، وعيِّن لها بكلربك أرضروم. وكان في أثناء البدء في حصار قلعة أرلو قد وصلَت الأخبارُ للسلطان العثماني بأنَّ النمساويين قد قاموا بحصار وإسقاط قَلْعة "هاتافان"، وقتل النمساويُّون جميعَ العثمانيين المتمركزين في القلعة، بما فيهم الأطفال والنساء ردًّا على حملة السلطان؛ لذا قام السلطان محمد بإعدام جميع جنود القلعة بعد فتحها ردًّا على هذه المذبحة؛ حيث قدِّر عدد من قُتل من الجنود الألمان 11000 جندي.
وفي إحدى المعارك بعد فتح حصن أكري كاد أن يؤسر السلطان محمد الثالث وفرّ من حوله الجنود والأعوان، فقال الشيخ سعد الدين أفندي: "اثبت أيها الملك، فإنك منصور بعون مولاك، الذي أعطاك، وبالنعم أولاك، فركب السلطان جواده، وحمل سيفه وتضرع إلى القوي العزيز، فما مضت ساعة حتى نزل نصر الواحد القهار" [2].
أحداث معركة هاجوفا
بعد ذلك تلقَّت قيادةُ الجيش العثماني خبرًا بأنَّ جيشًا مشتركًا من النمساويِّين والترانسلفانيين كان يتقدَّم تجاه جيش الحملة العثمانيَّة، وبعد مشاورات ومداولات قرَّر السلطان محمد الثالث الذهاب لمقابلتهم في سهل هاجوفا Haçova أو كرزت شمال المجر، كان جيش التحالف الصليبي يضم أيضًا عددًا كبيرًا من الجنود الصليبيِّين بقيادة الإمبراطورية الرومانية المقدسة وتوابعها وأحلافها؛ من ألمانيا والإمارات البابوية الإيطالية، وإمارةِ بوهيميا التشيكية، وإمارة أردال الرومانية، ومملكةِ المجر، وإمارة القازاق (الكوساك) الأوكرانية، واتِّحادِ بولندا وليتوانيا، ومملكةِ إسبانيا، تحت قيادة أرشيدوق النمسا "ماكسيميليان الثالث" وأمير ترانسلفانيا "سيغسموند باثوري".
وكان ذلك التحالف يقدَّر بـ 300.000 جندي، معهم 100 مدفع، بينما قُدِّر الجيش العثماني بـ140000 جندي يساعدهم خيَّالة دولة القرم.
معركة هاجوفا الأولى
وقعت حرب هاجوفا الأولى في آخر صفر 1004هـ / 22 أكتوبر 1596م، وكانت بداية الحرب صاعِقة على الجيش العثماني الذي كان في حالةٍ من الضَّعف والقلَق نتيجة هذا التحالف الصليبي الكبير ضدهم؛ حيث انتصر جيش التحالف في بداية هجومه على مقدِّمة الجيش العثماني، وسقط 1100 جندي عثماني شهيدًا، وفُقد 42 مدفعًا.
يصف المؤرِّخ العثماني "إبراهيم بجوي" ما حدث من هزيمة لجيش الخلافة قائلًا:
"استطاع النصارى التغلُّب على الجيش العثماني، ولكن جنود الإسلام لم يَشعروا بالهزيمة، بعد ذلك بدأ النصارى بنَهْب ما في مقرِّ القيادة للعثمانيين، هاجمَت مجموعة كبيرة من النصارى الخيمةَ التي توجد بها الأموال التابعة لخزانة الدولة، قامت المجموعةُ بقتل بعض جنود الإنكشارية والحرس، استولى النصارى على صندوق الأموال الذهبيَّة، ورفعوا أعلامَ الصليب وبدؤوا بالرَّقص حولها".
معركة هاجوفا الكبرى
بدأت معركة هاجوفا الكبرى الأصلية بعد 4 أيام، في 4 ربيع الأول 1004هـ / 26 أكتوبر 1596م، يصف المؤرخ يلماز أوزتونا أحداث المعركة، يقول: "بدأت الحرب بهجوم الألمان واختراقهم مراكز العثمانية في العمق، ووصولهم بالقرب من المخيم السلطاني. ترجل محمد الثالث عن حصانه، دخل خيمته، على كتفيه بردة الرسول صلى الله عليه وسلم الشريفة، وممسكا ً بيده رمح الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يصلي ويدعو الله.
دخل الوزير الأعظم إبراهيم باشا إلى السرادق، وقطع الدعاء مخبرا ً السلطان بأن انسحابه أصبح من الضرورات العسكرية، ومن المؤكد أنه كان يخشى وقوع السلطان في الأسر، فيصيب الدولة مكروه لا يمكن إصلاحه، لأنه كان طيبا ً وعسكريا ً شجاعًا. استمع محمد الثالث للتوصية، وحالما امتطى جواده أمسك خوجه سعد الدين أفندي رئيس أساتذته وأساتذة أبيه بعنان الجواد قائلا: "إن الجيش الذي لا يرى السلطان يتشتت، وإن الحرب مستمرة وليس هناك هزيمة، وإن روح الرسول تنظر إليهم" [3].
ثم أمسك الشيخ سعد الدين أفندي عنانَ فرس السلطان الذي حاولَ الهرب به، وخرج به أمامَ جنود الجيش وهو يقوده، وهنا تشجَّع جنود الصاعقة والإنكشارية وقرَّروا الصمودَ في دفاعهم، وقد رأَوا السلطان يتقدَّمهم.
في اليوم الثاني من المعركة، اشتدَّ القتال، ووصلَت القوات النمساويَّة إلى خيمة السلطان نفسه، فهاجم مربُّو الخيول العثمانيُّون، والطباخون، وصانعو الخيام، والأشخاص المكلَّفون برعاية الجمال الجنودَ النمساويين الذين كانوا يجمعون الغنائمَ من الخيمة بكلِّ ما استطاعوا أن يحصلوا عليه من أسلحة، فاستعملوا أدوات الطَّبخ، والفؤوس التي كانوا يقطعون بها الخشبَ والمطارق التي كانوا يستعملونها في بناء الخيم، وتفاجأ النمساويُّون وانسحبوا وهم مشوَّشون، سمع الجنود العثمانيون الذين كانوا يقاتِلون في الخطوط الأمامية صراخَ العدو النصراني يهرب! فرفع هذا من معنويَّات الجيش وقلبوا موازينَ المعركة.
بدأَت قوات المدفعيَّة ضرب الجيش النمساوي - الترانسلفاني، والتفَّت القواتُ العثمانيَّة عليهم، وسرعان ما انهار النمساويُّون، وأعمل فيهم الجنودُ المسلمون القتلَ والتنكيل.
نتائج معركة هاجوفا
هُزم الجيش الألماني وقوى التحالف الصليبي، وقُتل 50 ألفًا من أفراد العدوِّ في ساحة القتال و20 ألفًا في المستنقعات التي سِيقوا إليها، واغتنم 100 مدفع، وكانت جثث العدو مكدسة في ساحة القتال الواحد فوق الآخر. وفرَّ جنود الجيش النمساوي - الترانسلفاني، فتعقَّبهم الجيشُ العثماني وأسروا البقيَّة. كما كانت خسائر الدولة العثمانية عبارة عن عدة آلاف من الشهداء [4].
كان انتصار معركة هاجوفا من أكبر الانتصارات في أوربا، ولكنه انتصار لم يقيَّم استراتيجيًا، إذ لم يستثمر العثمانيون هذا الانتصار في زيادةِ فتوحاتهم في أوروبا؛ فسرعان ما عاد السلطان محمد الثالث إلى إستانبول، حيث استقبلَته مواكب المهنِّئين على سلامته وانتصارِه السَّاحق، ومُنح السلطان لقب "فاتح إغر".
ورغم رجوع الجيش العثماني لقواعدِه دون غزو ممالك أوروبا، كما كان يفعل السلاطنة العظام للدَّولة العثمانية، إلاَّ أنَّ هذا النَّصر قد أعاد الهيبة مرَّة أخرى لمكانة الدَّولة العثمانية في قلوب الأوروبيين، وأيقنوا بأنَّهم لن يستطيعوا قط القضاءَ على الدَّولة العثمانيَّة في أي معركةِ تحالفٍ معهم في ظلِّ العقيدة الإيمانيَّة التي يستحضرونها في معاركهم كافَّة معهم

هل تعرف من هو السلطان المسلم الذي إنتصر في 1000 معركة؟

هل تعرف من هو السلطان المسلم الذي إنتصر في 1000 معركة؟
إنه السلطان إدريس ألوما، سلطان دولة، بل إمبراطورية كانم برنو الإسلامية في وسط إفريقيا، الذي خاض أكثر من ٣٣٠ حربا، وألف معركة ضد الوثنيين وإنتصر فيها جميعا
وإستطاع السلطان ادريس الوما ان يمد سلطانه شرقا حتي دارفور وغربا حتي بلاد الهوسا وشمالا حتي فزان وجنوبا حتي تلال الادماوا وبسط الامن والاستقرار في كل هذه الرقعة ونشر الاسلام في ربوعها حيث انطلق الدعاة والتجار يجوبون البلاد وينشرون دين الاسلام كما قام بانشاء المساجد في جميع أرجاء إفريقيا.
واعتنى بالأيتام والأرامل، ووجَّه اهتماماً بالغاً للإصلاح في الداخل والخارج، وازدهرت في عهده البلاد واستقرت
قد وصفه مؤرخ بلاد كانم برنو أحمد بن فرتو المعاصر له في كتابه (تاريخ إدريس ألوما وغزواته) فقال: «وكان السلطان إدريس ألوما شديد التمسك بالكتاب والسُّـنّة, شديد الكراهية لأهل البدع والمحدثات، ولقد حكم بالكتاب والسُّـنّة في عهد ملكه...»
وأستمر السلطاندريس ألوما، في جهاده حتي أصابه سهم فاستشهد في المناطق الغابية المعروفة بالكاميرون الان عام 1603م، تاركاً إمبراطورية إسلامية واسعة المساحة متمتعة بالأمن والاستقرار والازده

الصحابي البطل المقاتل الذي قتل بيده 100 من الفرس مبارزة متوالية

هل تعرف من هو الصحابي البطل المقاتل الذي قتل بيده 100 من الفرس مبارزة متوالية في معركة واحدة؟
الذي قال عنه عمر ابن الخطاب  : لا تولوه جيشا من جيوش المسلمين لئلا يهلكهم بشجاعته ؟
إنه هو بطل من أشجع مقاتلي التاريخ البشري على الإطلاق وللأسف لا يعرفه إلا القليل ..
انه الصحابي الجليل البراء ابن مالك  رضي الله عنه .. البطل العظيم .. صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم وأخو خادمه أنس بن مالك
تميز البراء رضي الله عنه بالشجاعة والفروسية و الإقدام .. فقد كان يقاتل في سبيل إعلاء كلمة (لا إله إلا الله) و الفوز بالشهادة .. وكان يبحث عن الجنة مهما كان الطريق شاقاً أو صعباً ..
وكانت غزوة أحد أول مشاهد البراء في صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم .. وكان رضي الله عنه ممن سار إلى الحديبية مع الرسول صلى الله عليه وسلم وبايعه
تابع البراء مسيرة الجهاد فحضر الكثير من الغزوات منها غزوة حنين و غزوة الفتح ، قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره .. منهم البراء بن مالك .. وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بدأت قبائل العرب ترتد عن الإسلام .. وتصدّى لهم سيدنا أبو بكر الصديق والمسلمون وفي معركة اليمامة احتمى أصحاب مسيلمة الكذاب بحديقة تعرف بحديقة الموت.. فحاصرها المسلمون .. ثم قال البراء: يا معشر المسلمين ألقوني عليهم أنا أفتح لكم باب الحصن بإذن الله.. فاقتحم الجدار وقاتلهم حتى فتح باب الحديقة للمسلمين .. فكان النصر .. وفي هذا اليوم جُرح البراء بضعة وسبعين جرحاً.

وفي يوم فتح (تُستر) من بلاد فارس أنقذ البراء أخيه أنس حين حاصر المسلمون الفرس في إحدى القلاع، فأخذ الفرس يقذفون سلاسل من حديد من فوق الحصن معلق بها كلاليب من فولاذ حميت بالنار .. فعلق كلاب منها بأنس رضي الله عنه .. فلما رآه البراء جرى إلى جدار الحصن وأمسك السلسلة التي تحمل أخاه وجعل يعالج الكُلاب ليخرجه ويداه تحترق وهو لا يأبه لذلك.. حتى أنقذ أخاه ووقع على الأرض وأصبحت يداه عظاماً ليس عليها لحم!!
وحمي الوطيس واشتد النزال فانطلق بعض المسلمين ناحية البراء وقالوا:
يا براء إنك لو أقسمت على الله لأبرك، فقال البراء: اللهم إني أقسم بك عليك أن تمنحنا أكتاف عدونا وأن ترزقني الشهادة وجوار نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.
فانتصر المسلمون و قُتل البراء شهيداً رضي عنه وعن سائر صحابة نبينا الكرام

اسحاق نيوتن المبادئ

اسحاق نيوتن
  المبادئ
هذا الكتاب رائع
هذا الكتاب تم الإتفاق عليه أنه من أعظم الكتب التى أنارت تاريخ البشرية على الإطلاق ، ويُعتبر هو النواة الاولى للطفرة العلمية الفيزيائية والرياضية ، التى اعتمد عليها سائر العلماء والفيزيائيين والرياضيين فى كافة اكتشافاتهم واختراعاتهم العلمية إلى يومنا هذا..
“المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية ” للسير اسحاق نيوتن .. واحد من أعظم شخصيات التاريخ الإنساني ، واعتبره البعض زينة للجنس البشري .. حتى أن كتاب ( أعظم 100 شخصية فى التاريخ ) وضعه فى المرتبة الثانية مباشرة ، بعد الرسول العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم !
نيوتن كتب هذا الكتاب باللغة اللاتينية حتى يتجنب الجدال العقيم مع غير المُتخصصين – لأنه كان ضيق الأفق جداً ! 😀 – ، وهو الكتاب الذي وضع فيه قوانين الحركة الثلاثة الشهيرة التى يعرفها اليوم طلابنا فى المدارس الثانوية ، والتى استطاع من خلالها تفسير كل ماهو معروف عن الحركة فى الكون ، وتحليل الظواهر الميكانيكية الطبيعية تحليلاً مُتناهياً فى الدقة !
هذا الكتاب العبقري جعل عدداً كبيراً من العلماء – من الذين عاصروه والذين جاؤوا بعده – يتذمرون من نيوتن لأنه ” لم يترك لهم شيئاً يشتغلون به ! ” .. حتى ان أحد العلماء الفرنسيين الكبار ( بيير دو لابلاس ) قال عنه :
” إن نيوتن كان محظوظاً مرتين .. المرة الأولى لأنه كان يملك قدرة هائلة لاكتشاف أساس الكون فيزيائياً .. والمرة الثانية لأنه لا يُمكن أن يكون له منافس أبداً .. لانه لا يوجد سوى كون واحد فقط يُمكن اكتشافه