الجمعة، 29 يناير 2016

الثوره العربية الكبرى

مقال اليوم ..........
عام 1916م ...... النكبه العربية الكبري ...... بإختصار ...

حلم العرب فى الاستقلال من تبعية الحكم التركى العثمانى فوقعوا فى شباك الانتداب البريطانى والاستعمار الفرنسى على مدى عقود طويلة ، فكانت الثورة العربية الكبر ى اكبر خديعة للعرب...
الثورة العربية الكبرى هى الثورة التى قام بها " الشريف حسين " الذى كان حاكما لمكة فى هذا الوقت ، قامت الثورة العربية الكبرى للاطاحة بالحكم العثمانى والتخلص من الحماية التركية على كل الدول العربية ، حيث جاءت تلك الثورة بناء على دعوى من الحكومة البريطانية لتحريض الشريف حسين لاقامة الثورة وتخليص البلاد العربية من الحكم التركى العثمانى
وبالفعل قامت الثورة فى يونيو من عام 1916 .
الهدف من الثورة ...........
بالطبع كان الهدف من اقامة الثورة العربية الكبرى هو الاستقلال والحرية فى الهوية العربية والحكم العربى المستقل عن الحكم العثمانى التركى الذى كان يفرض نفسه على البلاد العربية ولتحقيق دولة عربية حرة مستقلة,تضم الجزيرة العربية والمشرق العربي.
ولكن كانت لبريطانيا اطماع اخرى واهداف غير تلك حيث انها رات ان الجيوش العثمانية قد هددت نفوذها فى منطقة الشرق الاوسط من سيطرتها على قناة السويس وكذلك حركة المواصلات الحربية والتجارية البريطانية فارادت شل هذه الجيوش العثمانية والتخلص من سيطرتها ، وعلى هذا فقد خططت بان هذه الحرب تكون من جهة العرب المتعطشين الى الحرية والاستقلالية وبناء الدولة العربية الموحدة فجرت مراسلات عديدة بين "الشريف حسين "و"مكماهون "ممثل الحكومة البريطانية على انها سوف تعترف باستقلال العرب مقابل اشراكهم معها فى حربها ضد الجيوش العثمانية.
وبالطبع كان حلم العرب فى الاستقلال كان سعيا وراء تلك الثورة العربية حيث انها كانت تتطلع القوميات ا لعربية كافة فى التخلص من التبعية العثمانية والسيطرة البريطانية والانتقال من عصور الانحطاط والتخلف الى الارتقاء وحركة التنوير الجديدة ، وحلم العرب بهذه اللحظة منذ آمد بعيد.... فاعلن الشريف حسين بن على الثورة ضد الاتراك باسم العرب جميعا .
مبادئ الثورة العربية الكبرى ..............
وضعت الثورة العربية مبادئها على الاتفاق الذى تم بين الشريف حسين حاكم مكة وبين قادة الجمعيات العربية فى كلا من سوريا والعراق ضمن ميثاق قومى عربى موحد يهدف الى استقلال العرب واقامة الدولة العربية الموحدة . وذلك بعد مكاتبات ومراسلات عديدة جرت بين الشريف حسين ومكماهون بعد ان ارسل " الشريف حسين ابنه " فيصل" الى دمشق سنة 1333هـ - 1915م) ليتصل بزعماء الحركة القومية العربية وعرض عليهم فيصل الموقف كاملا وكذلك المراسلات والمكاتبات بين
والده الشريف حسين والانجليز ليبتوا جميعا فى الوضع وان كانت تقوم الثورة ام لا ، وبالفعل انعقد رأيهم على قيام الثورة بزعامة الشريف حسين مرحبين بقيام الثورة ، وتعبيرا عن الموافقة ومباركة الحركة اعطت جمعيتى " العربية الفتاة " و" العهد " فيصل بن الحسين خريطة لحدود الدول العربية تعينهم اثناء الحرب ، كما وضعوا لائحة بها عدة مطالب يريدون الحصول عليها عند نيل الاستقلال
بروتوكول دمشق .............
وهو البروتوكول الذى وضعه العرب عند موافقتهم على اقامة الثورة العربية الكبرى ومبايعة قيام الثورة للشريف حسين وقد وضعوا به عده مطالب للتفاوض عليها مع بريطانيا بعد قيام الثورة وكانت تلك المطالب هى :-
1- إلغاء الامتيازات الأجنبية.
2- عقد تحالف دفاعي بين بريطانيا والدولة العربية المستقلة.
3-منح بريطانيا الأفضلية في الشؤون الاقتصادية.
4- ان تعترف بريطانيا باستقلال البلاد العربية الواقعة ضمن الحدود شمالا والتى تبدأ عند خط مرسين واطنة وتمتد على أورفة وماردين وجزيرة عمر ثم اخيرا حدود فارس اما من ناحية الشرق فهى كانت حدود ايران حتى الخليج العربى وفى الجنوب كان المحيط الهندى ما عدا جزء عدن اما من ناحية الغرب فكان البحر الاحمر والابيض المتوسط حتى مرسين
وعلى هذا الشكل ندرك ان الحكم العثمانى كان مسيطرا على كل حزام الشرق الاوسط من الشمال الى الجنوب وشرقا الى غربا ... والتى رأت بريطانيا ان الحكم العثمانى كان خطرا يهدد سيطرتها على المنطقة والتى عملت على الاطاحة به بواسطة العرب وخاصة الشريف حسين حاكم مكة والتى رأت فيه القوة العسكرية المنظمة التى تستطيع ان تقوم بدور فعال فى حالة اقامة الحرب على الحكم العثمانى ، والتى قد استغلوا اولا رغبة العرب فى الاستقلال وبناء الدولة العربية وثانيا العلاقات المتوترة التى كانت بين الشريف حسين وبين العثمانين
بسبب الاتحاديين الاتراك والتى كانت تقوم بربط الحجاز مثلا والتى كانت تعتبر من الولايات العثمانية الشبة مستقلة بالدولة الام فى القسطنطنية والتى كانت تتحكم فى نفوذ الشرافة فى مكة .
تدهور العلاقات العربية العثمانية كانت فتيل الثورة ............
عندما احتدم الخلاف اكثر وذلك عندما تم تعيين "وهيب باشا " بان يكون واليا على الحجاز وذلك من اجل ان يجمع فى قبضة يده السلطة على الحياة المدنية والعسكرية وبالتالى محاولة القضاء على الشرافة وحكم الشريف حسين ، وهنا اصبح الاحتدام والصراع كان وشيكا ومنذرا بحدوث حرب بين الدولة العثمانية والشريف حسين فبادرت بريطانيا بان تجعل نفسها حليفا الشريف حسين بالتطميع فى اقامة الدولة العربية التى طالما حلم بها كل العرب ، وبالفعل تمت هذه الاتصالات والمراسلات على ذلك ،وكانت تلك الظروف هى التى مهدت الطريق لبداية الاتفاق بين بريطانيا وحسين والتى بدأت تلك المراسلات فى 1331هـ - 1912م) عند زيارة عبد الله ابن الشريف حسين المعتمد البريطانى فى القاهرة " كتشنر " ليتباحثا فى شأن
الوضع العربى العثمانى فى الحجاز وعن ما موقف بريطانيا اذا نشبت حرب بين الحسين والاتحاديين ، وبالطبع فى تلك الفترة كانت المصالح البريطانية بين الاتراك وثيقة الصلة بتواجدها فى بلاد الشرق فرفضوا التورط فى اى مساعدة حفاظا على الصداقة التركية البريطانية ولكنهم بالطبع قد لفتت انتباهم الى كيفية استغلال العرب اذا فكرت فى الانقلاب على تركيا والاطاحة بالحكم العثمانى .
اتفاق ................
تمر سنوات قليلة بعد ذلك وترى بريطانيا ان الحكم العثمانى بات خطرا يهدد مصالحها وحركة تجارتها المدنية والعسكرية لسيطرتها على مراكز عديدة لسيطرة حكمها على الدول العربية، فبدئت تعيد النظر فى العرض الذى كان قد طرحه عليها عبدالله ابن الشريف حسين فى الاستعانة بالعرب فى حربها على الجيش العثمانى باطماع العرب فى الاستقلال وموقفهم الذى اصبح متوتر من سياسة قادة الاتراك ومعاداتهم للعرب خاصة بعد انقلاب جمعيات عربية على الامبراطورية العثمانية .
1914 اعادة المفاوضات .................
كما ذكرنا انه قد بدات الاتصالات بين الشريف حسين وبين اللور د كيتشنر عام 1912 عندما ارسل له نجله عبدالله الى القاهرة لمسائلته عن نوايا بريطانيا تجاه الحجاز فى حالة قيام حرب بينها وبين العثمانيين ، وفى عام 1914 استأنفوا المفاوضات وتم اعادة الاتصالات خلال شهر شباط من نفس العام حيث اتفقا على استمرار الاتصالات بين الطرفين والتجهيز للمعركة .
واستمرت هذه الاتصالات بين الشريف والمعتمد البريطانى على القاهرة السير " هنرى مكماهون " وكانت الرسالة الاولى التى ارسلها الشريف حسين الى المعتمد البريطانى هو وثيقة بروتوكول دمشق الاساس العام للتحالف التى وضعتها سوريا والعراق بين العرب وبريطانيا ضد الاتراك والتى وضعت بها مطالبها فى نيل الاستقلال وعدم التدخل الاجنبى فى شؤون الدول العربية
والاعتراف بخليفة عربى للمسلمين والتى بالفعل وافقت عليها بريطانيا مع بعض التحفظات التى وضعتها بريطانيا والتى تساعدها بعد ذلك للتملص من التزامها مع العرب .
سايكس – بيكو وخديعة العرب الكبري .................
لكن فى الحقيقة كانت تلك المفاوضات ما هى الا خديعة للعرب واستعمالهم كطعم ليس اكثر للاستحواذ على الدول العربية والتخلص من الحكم العثمانى بضربة حجر واحدة ، فقبل ان تتم بريطانيا اتفاقها مع العرب كانت تتفق مع فرنسا وروسيا على تقسيم الاراضى العربية وهى الاتفاقية الشهيرة التى تعرف بأسم سايكس بيكو التى وزعت بعد ذلك المناطق العربية فيما بينهم لفرض السيطرة على الوطن العربى وحرمان العرب من اقامة دولة عربية مستقلة كذلك اقامة المجتمع اليهودى فى مختلف الاقطار العربية والموجود حاليا فى فلسطين والجولان
كان ذلك الاتفاق فى (رجب 1334 هـ - مارس 1915م)
اعلان قيام الثورة العربية ................
أعلن الشريف حسين الثورة على الدولة العثمانية في (9 شعبان 1334هـ = 10 يونيو 1916م) قيام الثورة العربية فرحا واطلق اول رصاصة من قلعة الاتراك بمكة اعلانا على بدء المعركة والتى دعمها بمنشور اذاعه جاء نصه :-
"وانفصلت بلادنا عن المملكة العثمانية انفصالاً تامًا، وأعلنا استقلالاً لا تشوبه شائبة مداخلة أجنبية ولا تحكم خارجي
نسفت القوات العربية بقيادة الامير فيصل خط سكك حديد الحجاز والتى كانت تربط بين الحجاز والخلافة العثمانية واحتلت ينبع والعقبة والتى اتخذتها القوات العربية نقطة ارتكاز لهم لتمولهم بريطانيا بالامدادات العسكرية اللازمة وفرح العرب بانتصارهم الكاذب عندما استطاعت القوات العربية الثائرة فى خلال ثلاثة اشهر فقط منذ بدء اعلان الثورة ان تستولى على مدن الحجاز الكبرى باستثناء المدينة المنورة التى بقت محاصرة الى نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقد تمكن أفراد القبائل الذين انضموا إلى الحركة بمساعدة ضابط المخابرات البريطاني الشهير لورنس، من منع وصول الدعم التركى للجيش فى منطقة الحجاز والمدينة المنورة ومعان ودمشق والعقبة واخيرا حلب فى عام 1919
قدم العرب اكبر هدية للورد "اللنبى " ................
اخذ الفيصل يتقدم بجيشه ليحارب الاتراك فى منطقة شرقى الاردن وبذلك فهو ساعد القوات البريطانية ان تدخل القدس بمعاونة العرب والتى كان يترأسها اللورد اللينبى فدخلت القوات البريطانية القدس وباحتلال الثوار العرب على المنطقة قد حموا بذلك القوات البريطانية من هجمات الاتراك من جهة الشرق فى منطقة بئر سبع والخليل .
وعلى هذا فقد احتلت بريطانيا الاردن وفلسطين عن طريق جيش العرب وفى عام 1918 لم يلبث شهر واحد فقط من احتدام العرب والانجليز مع الاتراك الا وان زال الحكم العثمانى من سوريا بعد ان مضى عليها اربع قرون من الحكم العثمانى عليها .
خيبة أمل والاحساس بالخديعة ................
شعر بخيبة امل كثير من رواد الاصلاح فى الفكر العربى فى ذلك الوقت والشعور بالخديعة المدبرة من قبل الحكومة البريطانية وكان على رأسهم الشيخ محمد رشيد رضا كبير الاصلاحيين ورواد الفكر العربى وشعروا بذلك عندما علموا بان الاسطول الانجليزى اسقط عدة موانى من بينها الحجاز وثغور جدة ورابغ وينبع وغيرها من موانئ الحجاز وشعروا اكثر بالخطر عندما وجدوا ان ظباطا مثل لورانس وكوكس وكاترو الى اقتياد جيوش العرب بزعامتهم ووصل الامر الى ركل قبر " الناصر صلاح الدين " مهللين ان هذه الحرب هى اخر الحروب الصليبة بدخول القدس " .
وارتفعت اعلام بريطانيا وفرنسا ................
ارتفعت الاعلام البريطانية والفرنسية على المناطق التى احتلها وانتصر بها العرب المنتظرة لاعلان التحرير والحصول على الاستقلالية والتى كانت تجهز علما خاصا بها تحلم برفعه عاليا فى سماء العروبة فكان ذلك العلم هو اول علم عربى يتألف من مثلث احمر اللون
وقال البيان أن العلم الجديد يتألف من مثلث أحمر اللون تلتصق به ثلاثة ألوان أفقية متوازية هي الأسود في الأعلى ثم يتوسطه الاخضر والأبيض في الأسفل. وتشير الألوان الأفقية المرفوعة إلى شعارات رفعها العرب قديما فالاسود يمثل الدولة العباسية القديمة والاخضر الدولة الفاطمية والابيض فيمثل الدولة الاموية اما المثلث الاحمر فكان هو شعار الثورة والاستقلال .
فحاول الشيخ رشيد ان يلفت نظر الشريف حسين الى تلك الخديعة وبان الانجليز والفرنسيين يستعملونه للاحتلال الاراضى العربية ولكن بريق السلطة واحلام الملك جعلته لا يرى الحقيقة
وبعد ان دخل العرب سوريا وتم تحريرها الكامل من الحكم العثمانى تشكلت حكومة برئاسة الملك فيصل الاول ابن الشريف حسين الا وان سرعان ما انهارت امام غوز القوات الفرنسية على الاراضى السورية فى يوليو من عام 1920 وهنا قد تأكد اليقين من الخديعة التى لعبتها بريطانيا وفرنسا على العرب فى احتلال الاراضى العربية واسقاط الحكم العثمانى بواسطة العرب.
نتائج الثورة من احتلال الى احتلال ...................
جاءت نتيجة تلك الثورة مخيبة لآمال كل العرب التى حلمت بالاستقلال واقامة الدولة العربية ولكنها جاءت النتيجة من احتلال الى احتلال اخر اعنف واغلظ فان كانت تمكنت الثورة العربية من طرد القوات التركية من الحجاز ومن مناطق شرق الاردن الا انها فى المقابل ساعدت على زرع القوات البريطانية بها واحتلالها عسكريا وسياسيا فى المشرق العربى . وقسمت ايضا بمقتضى اتفاقية سايكس بيكو البلاد الى ثلاثة مناطق عسكرية هى :-
•جنوبا وشملت فلسطين والتى بقت تحت الادراة البريطانية
•شرقا امتدت من العقبة جنوبا حتى حلب شمالا
•المنطقة الساحلية التى امتدت وشملت كلا من سوريا ولبنان وصور جنوبا الى كليكتا شمالا والتى سيطرت عليها الادارة الفرنسية ، وعلى هذا اعتبرت الثورة العربية الكبرى مخيبة لكل آمال العرب والتى ربما اذا لم كانت تحدث ربما كان تغير التاريخ وجنبنا احتلالات كثيرة ومعانات اكثر من فرض
السيطرة البريطانية والفرنسية ومن بعدها الاحتلال الصهيونى التى عملت على توطينه الادارة البريطانية منذ آمد بعيد ، ولعل الامر كان محيرا بشأن تلك الثورة فيراها البعض على انها كانت خروجا عن الدولة العثمانية التى كانت أخف وطأة مما جاء بعد ذلك اذا كانت بقيت ، الذى يرى البعض الاخر انها كانت خروجا وتمردا على خلافة اسلامية شرعية .
- صوره الشريف حسين حاكم مكة المكرمة وصاحب النكبه العربية الكبرى.
** اود ان أتساءل هل هذه ثوره ام مخطط صهيوغربي للإطاحة بالخلافه وتفكيكها ومن ثم احتلالها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق