قصة
الظاهر بيبرس انقذ أهل مصر من المجاعة وفقد حياته نتيجة لإيمانه بالخرافات
الأمير المملوكى ركن الدين بيبرس البندقدارى تظاهر بأنه يصافح الملك الظافر (قطز) الذى هزم جيش التتار بعد عودته من الصيد فأمسكه بيبرس بأحدى يديه بحجه تقبيلهما لتهنأته بالصيد وطعنه بيده الأخرى بسكين فى قلبه فسقط صريعا يتخبط فى دمه على الأرض ولفظ أنفاسه الأخيره فى يوم السبت 17 ذى القعده سنة 658 هـ بعد أن ظل فى الحكم 11 شهراً و 13 يوماً
ولما بلغ الخبر الأتابك (رئيس الوزراء) قال : " من منكم ضربه الضربه الأولى " قال بيبرس : " أنا هو " - قال الأتابك : " أنت الحاكم بدله " , وبايع المماليك الأمير بيبرس فى الحال ولقبوه بأسم الملك القاهروتشأئم من هذا اللقب فأبدله بالملك الظاهر
وعرف فى التاريخ بأسم الظاهر بيبرس , وكانت من ألقابه أيضاً "روح الدين" , "بيبرس البنقدارى" (نسبة إلى سيده الذى أشتراه وعلمه الفروسيه واسمه علاء الدين بندقدار) وكذلك أسم أبو الفتوح - والعكى .
وقام بإستقبال أبن خليفة بغداد وأكرم وفادته عند إلتجاءه إلى مصر بعد أن قتل التتر أبيه الظاهر بأمر الله , وأعاد الحج من مصر إلى مكة بعد أن كانت قد أهملت هذه العادة من مصر مده 12 سنة ولما رفض حاكم مكة دخول المصريين للحج وزيارة النبى قام الظاهر بيبرس بجيوشه مسرعاً إلى تلك المدينة وقتل ذلك الحاكم ووضع يده على كل تلك البلاد المحمدية المقدسة وأدخلها تحت حيازة مملكة المماليك فى مصر , وعاد للقاهرة ظافراً بعد أن زار مكة والكعبة وكساها
وكان طريق المصريين لحج أن يركبوا مراكب فى النيل من مصر العتيقة حتى يصلوا البحر الحمر فيعبرونه ومنه يصلون إلى مكة , أما السلطان بيبرس فسار براً بجيشه عن طريق العريش فسوريا .
وكان هذا الملك أول سلاطين أو ملوك من المماليك يستحق الأعتبار , وهو خامس مملوك غير شجرة الدر أختلس الملك ونال قوة عظمى.
وأرتقى بيبرس الأوربى الاصل الطويل القامة حسن الطلعة أزرق العينين عرش حكم مصر سنة 1260 م 658 هـ وأظهر كفائة للأحكام ودل على حبه لرعيته فأبطل الضرائب الباهظة التى وضعها سلفه على كاهل الناس وأخذ ثلث الشركات الأهلية التى كان حصيلة جمعها منها 6000دينار سنوياً بحجة حصر الأملاك وتقويمها , وعدل الضرائب الإعتيادية بطريقة عادله .
وفى سنة 1262م الموافقة سنة 660 هـ فى سنة حضور أبن الخليفة العباسى إلى مصر حل بها مجاعة ففتح بيبرس مخازنة وصار يقيت الألاف من الجياع يومياً ولم يكتف بذلك بل أسرع فى جلب الغذاء من الخارج وأنقذ بلاد مصر التى حكمها فى الحال من ذلك الخطر المحدق بهم .
وبعد زوال المجاعة أحتفل بختان أبنه بأحتفال عظيم , وتصدق على الفقراء فى سبيل الله وشكراً لهذه المناسبة هذا الختان بان قام بدفع مبالغ أجر تختين 645 طفلا من أولاد الفقراء ختنوا فى يوم ختن إبنه وكساهم بملابس جديدة , وأعد موكباً وإحتفالاً عظيماً وكان أبن الخليفة العباسى حاضراً مما زاد هذا الإحتفال مما زاده مجداً وبهاء .
ورجع الملك الظاهر بيبرس من سوريا إلى مصر ظافراً منتصراً فقوبل بإحتفال عظيم فى القاهرة فزينوا له المدينة طلها بأجمل زينة وفرشوها بالبساط والسجاجيد وساروا به فى موكب حافل عظيم فقط وطد أركان السلام فى جميع أنحاء القطر السورى بعد أن حارب التتار وبدد شكلهم وأصبحت جميع البلاد التى كان قد أستولى عليها التتار تحد يده فحكم كل مدن الأناضول والبلاد التى كانت قد أستولى عليها الفرنجة وبلاد الخلافة الأسلامية العباسية الأسلامية وفتح النوبة وبرقة وعمر الحرم النبوى وقبه الصخرة فى بيت المقدس (أورشليم) وصارت البلاد التى تحت حكمه وسلطانه مصر والنوبة وبرقة والشام وبر الأناضول وجزيرة العرب , ومن غزا كل هذه البلاد ليس بقليل عليه أن تقام له مثل هذه الإحتفالات العظيمة .
هاجم داود ملك النوبة المناطق الجنوبية من مصر فهاجمة المماليك ودحروه وكان الظاهر بيبرس فى حروبه فى الشام ولما أنتهى منها جاءه أبن أخت الملك داود يريد مساعدته فى الحصول على العرش فأعطاه جيشاً مدربا قضى على داود ومملكته ولم تقم لممالك النوبة المسيحة قومة مره أخرى راجع موضوع ممالك النوبة فى هذا الموقع.
قاد السلطان ببيرس جيشا قاصدا سوريا وحارب برقه وإحتلها , إلا ان التتر عادوا الى المناوشات على حددود سوريا فسار ببيرس بجيشه الى حمص لتأديبهم وحمايه الحدود وحدث خسوف للقمر ولما كان العامه من المسلمين فى مصر يعتقدون أن خسوف القمر ما هو إلا علامه على موت أمير كبير أو حاكم أو ملك أو سلطان فتوهم أن هذا الخسوف يدل على قرب موته وأن نهايته قد صارت أكيده وفتش حوله من هو سيتولى الحكم من بعده وليس من أبناء ملته فوجد أميرا صغيرا هو داود ناصر الدين وهو حفيد طوران شاه آخر سلطان كردى من أسره صلاح الدين الأيوبى القائد الشهير( سلاله الأيوبين ) ودخله الوساوس والأوهام بأن هذا الأمير الصغير سيقوم بمؤامره ضده ويستولى على الحكم فأراد أن يغدر به قبل أن يفعل الأمير المسكين شيئا فإذا مات الأمير تحققت نبؤه الخسوف فيهرب من الموت , مع ان هذا الأمير لم يكن فى علمه أي شئ من هذه الأوهام وليس فى نيته قتل السلطان ببيرس ( أن تاريخ الحكم العربى الإسلامى به كثير من هذه الإغتيالات المؤلمه ) فدبر السلطان ببيرس خطه الإغتيال فأمر بإستدعائه وأكرمه غايه الإكرام ولاطفه وأجلسه بجانبه وصب له كأسا فيه شراب ووضع له فيه السم وقدمه له بيديه فشربه الأمير المسكين بلا تردد ولا إرتياب وخرج السلطان من الغرفه تاركا الأمير يلفظ أنفاسه الأخيره وبعد أن تم ما أقدم عليه السلطان , دخل أحد الخدام وكان لا يعلم بما حدث ولا بسر سيده أو مؤامرته فملأ نفس الكأس من مشروب سيده ولا يزال بعض المشروب المسمم فيه , ولما عاد السلطان قدمه لسيده وكان السلطان متوعكا من الحمى , فشرب من نفس الكأس وكانت كميه السم الباقيه كافيه لقتله 0 وهكذا مات الأمير المسكين البرئ ناصر الدين وبعد ساعه مات السلطان الظاهر بيبرس بعد ساعه واحده وكأنه كان يريد أن يخدع القدر فمات نتيجه لجهله لعدم ثقته فى من حوله وتقول ا.ل بوتشر ص 260 عن الخرافات ( ما أضعف حجتها وأشد وطأتها ) وكانت وفاه السلطان الظاهر بيبرس فى 27 محرم سنه 676 هجريه وحكم لمده 17 سنه وشهرين 10 أيام وترك ثلاثه ذكور و 7 بنات وكان اكبر أولاده السعيد محمد برقه خان وهو الذى ورث كرسى الحكم والثانى سلامش والثالث المسعود خضر
أعمال الملك المملوكى الظاهر بيبرس
وبجانب أعمال الظاهر بيبرس الحربية إلا أن أعماله الإنشائية كانت كثيرة وما زالت تشهد له حتى هذا اليوم ولا شك أن الأموال التى حملها من غزواته قد أعطته قدرة على البناء والتشييد فى مصر والشام أما فى مصر فهى : -
*** ترميم وتقوية حصون دمياط ورشيد والأسكندرية والقاهرة
*** بناء الأهراء والأشوان الكبيرة لتشوين الغلال فى القاهرة
*** بناء وترميم القناطر والجسور وتقوية قناطر شبرامنت بالجيزة
*** بناء قناطر السباع الممتدة من فم الخليج إلى القلعة ووضع فى طرف تلك القناطر من جهه الخليج سبع سواقى لترفع المياة من النيل إلى القناطر التى تحملها إلى القلعة فيروى من فيها ووضع على أطراف تلك القناطر تماثيل حجرية على شكل السباع ولذلك أطلق المصريين على هذه القناطر التى بناها الملك الظاهر بيبرس أسم قناطر السباع
*** وترميم منارة رشيد
*** وأمر بحفر خليج الأسكندرية القديم وبحر أشمون طناح وطهر الترع والخلجان وتقول مسز بوتشر ص 261
" قيل أن الملك الظاهر ذاته كان يساعد الفعلة هو وكل أمرائه تشجيعاً وتنشيطاً لهم فى العمل وأعطى لهم مثالاً حسنا فى خدمة الوطن وعدم تعاظمه فى ما يؤول إليه بالتقدم , وقد حمل بنفسه مقطف تراب بيديه على مرأى من كل الواقفين مثل الأجير الحقير حباً فى منفعه الوطن والبلاد .
*** ورمم جوامع كثيره وأعاد بناء جوامع اخرى , وبنى جامعا جديداً متسع وفخم جداً فى شمال القاهرة فى الميدان الكبير الذى فى طريق العباسية وأسمه ألان ميدان الظاهر يطلق عليها اسم الضاهر , ولما احتل الفرنسيين مصر حولوه إلى قلعة وبعد مغادرة الفرنسيين مصر أستعملته الحكومة مركزاً عسكرياً ثم استعمل مخزن لتخزين المأكولات والملبوسات المختصة للجيش الأنجليزى الذى كان فى مصر , وما زالت هناك أربعة حوائط من البناء الأصلى الذى بناه الظاهر بيبرس ويوجد كثير من النقوش الجميلة لم تزل ظاهرة حتى الآن فى شبابيكه وفقد هذا الجامغ صبغته الدينية ولكن عمر الان وبدأ يصلى فيه من جديد .
*** وجدد الملك الظاهر بيبرس الجامع الأزهر وأعاد الخطبة فيه , وبنى بلدة السعيدية بمديريه الشرقية .
وكان الظاهر بيبرس محباً لركوب الخيل ومغرما بالرياضة البدنية والتمرينات العسكرية ويقضى فيها معظم يومه وبنى لذلك ميدانا مخصوصاً بين المنزل القلعة وقبه النصر وكانت نفقاته مما يغنمه فى حروبه بدون أن يثقل على ألهالى بدرهم.
أعتقد الظاهر بيبرس فى أن الشيخ الصوفى خضر العدوى شخص مبروك .. ولكنه كان مشهوراً بانحلاله الخلقى وشذوذه الجنسى وتعصبه ضد النصارى فى الشام ومصر، ولما ترك له الظاهر بيبرس له المجال واطلق لتعصبة العنان فهدم كثيراً من الكنائس فى الشام ومصر ،
ومن الكنائس التى هدمها بمصر كنيسة الروم بالإسكندرية التى يشاع أن فيها رأس النبى يحيى عليه السلام (يوحنا)، وقد تحولت على يد الشيخ خضر العدوى إلى مسجد وسماه (المدرسة الخضراء) وأنفق فى تعمير هذه المدرسة الأموال الكثيرة من بيت المال.
ولما مات الملك الظاهر بيبرس فى الشام خاف الأمراء من طمع الأعداء فحملوه سراً إلى دمشق وأشاعوا أنه مريض وبعدئذ نقلوه للقاهرة فى هودج ورحل معه جيشه لمصر ودفنوه فى القلعة , وبايع المماليك أكبر أولاده ناصر الدين برقه خان , ولكن لطمع المماليك فى الحكم لم يدم أخلاصهم لحكم أولاد الظاهر بيبرس , إذ فى بحر ثلاث سنوات قتل ولداه اللذين لم ينالا لقب ملك او سلطان إلا بالأسم فقط وملك أحد أمراء المماليك وأسمه سيف الدين قلاوون الألفى
الظاهر بيبرس انقذ أهل مصر من المجاعة وفقد حياته نتيجة لإيمانه بالخرافات
الأمير المملوكى ركن الدين بيبرس البندقدارى تظاهر بأنه يصافح الملك الظافر (قطز) الذى هزم جيش التتار بعد عودته من الصيد فأمسكه بيبرس بأحدى يديه بحجه تقبيلهما لتهنأته بالصيد وطعنه بيده الأخرى بسكين فى قلبه فسقط صريعا يتخبط فى دمه على الأرض ولفظ أنفاسه الأخيره فى يوم السبت 17 ذى القعده سنة 658 هـ بعد أن ظل فى الحكم 11 شهراً و 13 يوماً
ولما بلغ الخبر الأتابك (رئيس الوزراء) قال : " من منكم ضربه الضربه الأولى " قال بيبرس : " أنا هو " - قال الأتابك : " أنت الحاكم بدله " , وبايع المماليك الأمير بيبرس فى الحال ولقبوه بأسم الملك القاهروتشأئم من هذا اللقب فأبدله بالملك الظاهر
وعرف فى التاريخ بأسم الظاهر بيبرس , وكانت من ألقابه أيضاً "روح الدين" , "بيبرس البنقدارى" (نسبة إلى سيده الذى أشتراه وعلمه الفروسيه واسمه علاء الدين بندقدار) وكذلك أسم أبو الفتوح - والعكى .
وقام بإستقبال أبن خليفة بغداد وأكرم وفادته عند إلتجاءه إلى مصر بعد أن قتل التتر أبيه الظاهر بأمر الله , وأعاد الحج من مصر إلى مكة بعد أن كانت قد أهملت هذه العادة من مصر مده 12 سنة ولما رفض حاكم مكة دخول المصريين للحج وزيارة النبى قام الظاهر بيبرس بجيوشه مسرعاً إلى تلك المدينة وقتل ذلك الحاكم ووضع يده على كل تلك البلاد المحمدية المقدسة وأدخلها تحت حيازة مملكة المماليك فى مصر , وعاد للقاهرة ظافراً بعد أن زار مكة والكعبة وكساها
وكان طريق المصريين لحج أن يركبوا مراكب فى النيل من مصر العتيقة حتى يصلوا البحر الحمر فيعبرونه ومنه يصلون إلى مكة , أما السلطان بيبرس فسار براً بجيشه عن طريق العريش فسوريا .
وكان هذا الملك أول سلاطين أو ملوك من المماليك يستحق الأعتبار , وهو خامس مملوك غير شجرة الدر أختلس الملك ونال قوة عظمى.
وأرتقى بيبرس الأوربى الاصل الطويل القامة حسن الطلعة أزرق العينين عرش حكم مصر سنة 1260 م 658 هـ وأظهر كفائة للأحكام ودل على حبه لرعيته فأبطل الضرائب الباهظة التى وضعها سلفه على كاهل الناس وأخذ ثلث الشركات الأهلية التى كان حصيلة جمعها منها 6000دينار سنوياً بحجة حصر الأملاك وتقويمها , وعدل الضرائب الإعتيادية بطريقة عادله .
وفى سنة 1262م الموافقة سنة 660 هـ فى سنة حضور أبن الخليفة العباسى إلى مصر حل بها مجاعة ففتح بيبرس مخازنة وصار يقيت الألاف من الجياع يومياً ولم يكتف بذلك بل أسرع فى جلب الغذاء من الخارج وأنقذ بلاد مصر التى حكمها فى الحال من ذلك الخطر المحدق بهم .
وبعد زوال المجاعة أحتفل بختان أبنه بأحتفال عظيم , وتصدق على الفقراء فى سبيل الله وشكراً لهذه المناسبة هذا الختان بان قام بدفع مبالغ أجر تختين 645 طفلا من أولاد الفقراء ختنوا فى يوم ختن إبنه وكساهم بملابس جديدة , وأعد موكباً وإحتفالاً عظيماً وكان أبن الخليفة العباسى حاضراً مما زاد هذا الإحتفال مما زاده مجداً وبهاء .
ورجع الملك الظاهر بيبرس من سوريا إلى مصر ظافراً منتصراً فقوبل بإحتفال عظيم فى القاهرة فزينوا له المدينة طلها بأجمل زينة وفرشوها بالبساط والسجاجيد وساروا به فى موكب حافل عظيم فقط وطد أركان السلام فى جميع أنحاء القطر السورى بعد أن حارب التتار وبدد شكلهم وأصبحت جميع البلاد التى كان قد أستولى عليها التتار تحد يده فحكم كل مدن الأناضول والبلاد التى كانت قد أستولى عليها الفرنجة وبلاد الخلافة الأسلامية العباسية الأسلامية وفتح النوبة وبرقة وعمر الحرم النبوى وقبه الصخرة فى بيت المقدس (أورشليم) وصارت البلاد التى تحت حكمه وسلطانه مصر والنوبة وبرقة والشام وبر الأناضول وجزيرة العرب , ومن غزا كل هذه البلاد ليس بقليل عليه أن تقام له مثل هذه الإحتفالات العظيمة .
هاجم داود ملك النوبة المناطق الجنوبية من مصر فهاجمة المماليك ودحروه وكان الظاهر بيبرس فى حروبه فى الشام ولما أنتهى منها جاءه أبن أخت الملك داود يريد مساعدته فى الحصول على العرش فأعطاه جيشاً مدربا قضى على داود ومملكته ولم تقم لممالك النوبة المسيحة قومة مره أخرى راجع موضوع ممالك النوبة فى هذا الموقع.
قاد السلطان ببيرس جيشا قاصدا سوريا وحارب برقه وإحتلها , إلا ان التتر عادوا الى المناوشات على حددود سوريا فسار ببيرس بجيشه الى حمص لتأديبهم وحمايه الحدود وحدث خسوف للقمر ولما كان العامه من المسلمين فى مصر يعتقدون أن خسوف القمر ما هو إلا علامه على موت أمير كبير أو حاكم أو ملك أو سلطان فتوهم أن هذا الخسوف يدل على قرب موته وأن نهايته قد صارت أكيده وفتش حوله من هو سيتولى الحكم من بعده وليس من أبناء ملته فوجد أميرا صغيرا هو داود ناصر الدين وهو حفيد طوران شاه آخر سلطان كردى من أسره صلاح الدين الأيوبى القائد الشهير( سلاله الأيوبين ) ودخله الوساوس والأوهام بأن هذا الأمير الصغير سيقوم بمؤامره ضده ويستولى على الحكم فأراد أن يغدر به قبل أن يفعل الأمير المسكين شيئا فإذا مات الأمير تحققت نبؤه الخسوف فيهرب من الموت , مع ان هذا الأمير لم يكن فى علمه أي شئ من هذه الأوهام وليس فى نيته قتل السلطان ببيرس ( أن تاريخ الحكم العربى الإسلامى به كثير من هذه الإغتيالات المؤلمه ) فدبر السلطان ببيرس خطه الإغتيال فأمر بإستدعائه وأكرمه غايه الإكرام ولاطفه وأجلسه بجانبه وصب له كأسا فيه شراب ووضع له فيه السم وقدمه له بيديه فشربه الأمير المسكين بلا تردد ولا إرتياب وخرج السلطان من الغرفه تاركا الأمير يلفظ أنفاسه الأخيره وبعد أن تم ما أقدم عليه السلطان , دخل أحد الخدام وكان لا يعلم بما حدث ولا بسر سيده أو مؤامرته فملأ نفس الكأس من مشروب سيده ولا يزال بعض المشروب المسمم فيه , ولما عاد السلطان قدمه لسيده وكان السلطان متوعكا من الحمى , فشرب من نفس الكأس وكانت كميه السم الباقيه كافيه لقتله 0 وهكذا مات الأمير المسكين البرئ ناصر الدين وبعد ساعه مات السلطان الظاهر بيبرس بعد ساعه واحده وكأنه كان يريد أن يخدع القدر فمات نتيجه لجهله لعدم ثقته فى من حوله وتقول ا.ل بوتشر ص 260 عن الخرافات ( ما أضعف حجتها وأشد وطأتها ) وكانت وفاه السلطان الظاهر بيبرس فى 27 محرم سنه 676 هجريه وحكم لمده 17 سنه وشهرين 10 أيام وترك ثلاثه ذكور و 7 بنات وكان اكبر أولاده السعيد محمد برقه خان وهو الذى ورث كرسى الحكم والثانى سلامش والثالث المسعود خضر
أعمال الملك المملوكى الظاهر بيبرس
وبجانب أعمال الظاهر بيبرس الحربية إلا أن أعماله الإنشائية كانت كثيرة وما زالت تشهد له حتى هذا اليوم ولا شك أن الأموال التى حملها من غزواته قد أعطته قدرة على البناء والتشييد فى مصر والشام أما فى مصر فهى : -
*** ترميم وتقوية حصون دمياط ورشيد والأسكندرية والقاهرة
*** بناء الأهراء والأشوان الكبيرة لتشوين الغلال فى القاهرة
*** بناء وترميم القناطر والجسور وتقوية قناطر شبرامنت بالجيزة
*** بناء قناطر السباع الممتدة من فم الخليج إلى القلعة ووضع فى طرف تلك القناطر من جهه الخليج سبع سواقى لترفع المياة من النيل إلى القناطر التى تحملها إلى القلعة فيروى من فيها ووضع على أطراف تلك القناطر تماثيل حجرية على شكل السباع ولذلك أطلق المصريين على هذه القناطر التى بناها الملك الظاهر بيبرس أسم قناطر السباع
*** وترميم منارة رشيد
*** وأمر بحفر خليج الأسكندرية القديم وبحر أشمون طناح وطهر الترع والخلجان وتقول مسز بوتشر ص 261
" قيل أن الملك الظاهر ذاته كان يساعد الفعلة هو وكل أمرائه تشجيعاً وتنشيطاً لهم فى العمل وأعطى لهم مثالاً حسنا فى خدمة الوطن وعدم تعاظمه فى ما يؤول إليه بالتقدم , وقد حمل بنفسه مقطف تراب بيديه على مرأى من كل الواقفين مثل الأجير الحقير حباً فى منفعه الوطن والبلاد .
*** ورمم جوامع كثيره وأعاد بناء جوامع اخرى , وبنى جامعا جديداً متسع وفخم جداً فى شمال القاهرة فى الميدان الكبير الذى فى طريق العباسية وأسمه ألان ميدان الظاهر يطلق عليها اسم الضاهر , ولما احتل الفرنسيين مصر حولوه إلى قلعة وبعد مغادرة الفرنسيين مصر أستعملته الحكومة مركزاً عسكرياً ثم استعمل مخزن لتخزين المأكولات والملبوسات المختصة للجيش الأنجليزى الذى كان فى مصر , وما زالت هناك أربعة حوائط من البناء الأصلى الذى بناه الظاهر بيبرس ويوجد كثير من النقوش الجميلة لم تزل ظاهرة حتى الآن فى شبابيكه وفقد هذا الجامغ صبغته الدينية ولكن عمر الان وبدأ يصلى فيه من جديد .
*** وجدد الملك الظاهر بيبرس الجامع الأزهر وأعاد الخطبة فيه , وبنى بلدة السعيدية بمديريه الشرقية .
وكان الظاهر بيبرس محباً لركوب الخيل ومغرما بالرياضة البدنية والتمرينات العسكرية ويقضى فيها معظم يومه وبنى لذلك ميدانا مخصوصاً بين المنزل القلعة وقبه النصر وكانت نفقاته مما يغنمه فى حروبه بدون أن يثقل على ألهالى بدرهم.
أعتقد الظاهر بيبرس فى أن الشيخ الصوفى خضر العدوى شخص مبروك .. ولكنه كان مشهوراً بانحلاله الخلقى وشذوذه الجنسى وتعصبه ضد النصارى فى الشام ومصر، ولما ترك له الظاهر بيبرس له المجال واطلق لتعصبة العنان فهدم كثيراً من الكنائس فى الشام ومصر ،
ومن الكنائس التى هدمها بمصر كنيسة الروم بالإسكندرية التى يشاع أن فيها رأس النبى يحيى عليه السلام (يوحنا)، وقد تحولت على يد الشيخ خضر العدوى إلى مسجد وسماه (المدرسة الخضراء) وأنفق فى تعمير هذه المدرسة الأموال الكثيرة من بيت المال.
ولما مات الملك الظاهر بيبرس فى الشام خاف الأمراء من طمع الأعداء فحملوه سراً إلى دمشق وأشاعوا أنه مريض وبعدئذ نقلوه للقاهرة فى هودج ورحل معه جيشه لمصر ودفنوه فى القلعة , وبايع المماليك أكبر أولاده ناصر الدين برقه خان , ولكن لطمع المماليك فى الحكم لم يدم أخلاصهم لحكم أولاد الظاهر بيبرس , إذ فى بحر ثلاث سنوات قتل ولداه اللذين لم ينالا لقب ملك او سلطان إلا بالأسم فقط وملك أحد أمراء المماليك وأسمه سيف الدين قلاوون الألفى
و لماذا لم تذكر أنه حاكم شيخه خضر بل و سجنه مدى الحياة و عاقبه بسبب انحلاله ؟ نرجو كتابة كل الحقائق حتى لا يتم تشويه هذه الشخصية العظيمة و هو أحد مؤسسي مصر و عظماؤها رحمه الله
ردحذف