الأربعاء، 3 فبراير 2016

المسلون في الصين المسلمون في عهد أسرة يوان (1280- 1368)

المسلمون في عهد أسرة يوان (1280- 1368)
في بداية عهد اسرة يوان المنغولية التي أسسها جنكيز خان كانت الصين مقسمة إلى اثنتي عشر ولاية عليها 12 واليا, منهم 8 ولاة مسلمون, والاربعة الآخرين كان نوابهم من المسلمين .. وكان المسلمون في عهد أسرة يوان متميزين بقوة اقتصادية هائلة ومكانة سياسية رفيعة .. ويرجع ذلك إلى ان اسرة يوان المغولية كانت غريبة عن الصين فكانت تعتمد على الأجانب
شغل المسلمون أكثر من ثلاثين منهم منصب كبار الوزراء والوزراء، أما الذين عُينوا رؤساء للمقاطعات والمحافظات المختلفة، فعددهم أكبر. من مشاهير المسلمين في فترة أسرة يوان السياسي الحكيم عمر شمس الدين (1211- 1279م) الذي قدم إسهاما رائعا في تنمية المناطق الحدودية بجنوب غربي الصين؛ والمهندس يحي طاهر (يقال له أيضا اختيار الدين) الذي صمم مدينة دادو (بكين)؛ والرسام قاو كه قونغ والعالم الموسوعي شمس الدين والعالم جمال الدين الذي اخترع سبعة أجهزة فلكية والشاعر سعد الله (1272- 1348م) الخ.
يقول اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺼﯿﻨﻲ إﺑﺮاھﯿﻢ ﻓﻨﻎ ﺟﯿﻦ ﻳﻮان: (لم ﻳﻌﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ في ﻋﻬﺪ ﺃﺳﺮﺓ "ﻳﻮﺍﻥ" شيئا غريبا كما كان في عهد اسرتي "ﺗﺎﻧﻎ" ﻭ"ﺳﻮﻧﻎ" ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻟﺪﻯ الحكام المغول... وكان ﻋﻠﻤﺎء ﺍﻹﺳﻼﻡ ساعتها ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ بالحماية ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﻳﻌﻔﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﺨﺮﺓ... وكان للإسلام تأثير واضح لدى حكام أسرة يوان, ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ الأمير "ﺁﻧﻨﺪﺍ" الذي كان مسلما مخلصا، ﻳﻘﺮﺃ القرآن الكريم، ﻭﻳﺘﺪﺭﺏ ﻋﻠﻰ على الخط العربي ﻃﻮاﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﻳﺄﻣﺮ بختان الأطفال المغول، ﻭﻳﻨﺸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺳﻂ العسكريين، ﻭﺑﻔﻀﻞ ﺟﻬﻮﺩﻩ ﺃﺳﻠﻢ (150 ألفا) ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ والجنود" (إنتهى كلامه)
عاش المسلمون في كل ركن على ضفتي نهر اليانغتسي، وساد القول بأن المسلمين موجودون في كل أنحاء الصين .. وبدأ عدد المسلمين في التزايد بشكل كبير جدا, بالإضافة لهجرتهم من وسط آسيا إلى الصين, وبدا الصينيون في إعتناق الإسلام في عهد هذه الاسرة بطريقة كبيرة.. يقول المؤرخ البروفيسور تشن يوان: "كان للإسلام جاذبية قوية يصعب تصورها"
وأخبر إبن بطوطة أنه عندما زار الصين في عهد هذا الأسرة كان بكل مدينة كبيرة مخصصة للمسلمين فقط, بها المساجد والمعاهد وتحكم بالشرع, وكانوا من كثرة غناهم أنهم إذا جاء ضيفا مسلما عليهم قالوا هذا جاء من ارض الإسلام فيعطوه زكوات أموالهم حتى يصبح غنيا مثلهم
ولكن جنكيز خان مؤسس هذه الأسرة وكثير من ملوكها كانوا يرغمون المسلمين (واليهود والنصارى) على الإلتزام بالعادات المغولية في المأكل والمشرب وكان يمنعون الختان وبدأوا في تسميتهم بالعبيد وذلك لكسر كرامتهم وحتى لا تقوى شوكة المسلمين فينقلبوا عليهم
أدى هذا التعسف إلى ثورة المسلمين, الذين في كل وقت وأي مكان كانوا يرفضون الذل والخضوع, فقام المسلمون بثورة سميت بثورة "سپاه" (الفرسان) قادها قائدين من جيش أسرة يوان إسمهما "مو-ينج" و"لان0يو" .. في بادئ الأمر نجحوا في السيطرة على المدن الإسلامية ولكن ما لبثت أن إنطفئت شرارة الثورة ونجحت اسرة يوان في إخمادها
لكن ظلت شرارة الثورة مشتعلة في النفوس, وعندما قامت "ثورة العمائم الحمراء" شارك المسلمون فيها إلى جوار أصحاب الديانات الأخرى ضد حكم المغول الظالم
300 الف كان عدد جيش أسرة منغ وكان اغلبه من المسلمين بقيادة "فو يودا"والقادة المسلمين أصحاب ثورة (سباه) "مو-ينج" و"لان-يو", سحقوا جيش المغول واسرة يوان وقاموا بتنصيب اسرة منغ الصينية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق