الأحد، 7 فبراير 2016

الإمبراطورية المغولية و السلاح البيولوجي

الإمبراطورية المغولية و السلاح البيولوجي

يعد شعب المغول واحدا من أولى الشعوب التي أقدمت على إستخدام السلاح البيولوجي على مر التاريخ و ترجع تفاصيل هذه الحادثة إلى سنة 1346 فخلالها حاصرت جيوش المغول مدينة " فيودوسيا " ( قرب شبه جزيرة القرم ) و كان " جاني بيك خان " قائدا لهذه الجيوش و قد عرف عن الأخير أنه كان شخص صعب المزاج و عنيفا حيث أنه أقدم في السابق على التخلص من إخوته في سبيل إعتلاء العرش .
عند حصارهم لمدينة " فيودوسيا " عرف أن جيوش المغول كانت تظم في صفوفها الكثير من الجنود المصابين بوباء " الطاعون الدبلي " و كان هذا الوباء قد سجل إنتشارا سريعا في الصين و شرق آسيا خلال تلك الفترة .
خلال فترة حصار المغول لمدينة " فيودوسيا " خسرت القوات المغولية الآلاف من جنودها بسبب وباء " الطاعون الدبلي " , و في لحظة غضب أمر القائد المغولي " جاني بيك خان " قواته بأن تستعمل جثث الجنود الموتى بسبب الطاعون كمقذوفات يتم إلقائها إلى داخل مدينة " فيودوسيا " عن طريق المنجنيق .
تفاجأ سكان مدينة " فيودوسيا " في تلك الفترة بسقوط آلاف الجثث المتعفنة داخل مدينتهم و قد تسبب ذلك في نقل العدوى إلى المدينة . لاحقا رفع المغول حصارهم عن مدينة " فيودوسيا " و قد سمح ذلك للكثير من التجار من أهل هذه المدينة بمغادرتها نحو مدن أوروبية أخرى و قد كان الكثير من هؤلاء التجار مصابين بالطاعون الدبلي.
ساهمت هذه الحركة التجارية في إنتشار وباء الطاعون في كامل أرجاء أوروبا مسببة واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ البشرية .
بسبب هذا التصرف الذي أقدمت عليه جيوش المغول عند حصار " فيودوسيا " شهدت القارة الأوروبية موجة طاعون سميت ب " الطاعون الأسود " و تسببت في هلاك ما بين 30 و 50 بالمئة من سكان القارة الأوروبية في تلك الفترة ( ما بين سنة 1347 و سنة 1352 ) و قد تم تقدير عدد الضحايا من قبل المؤرخين المعاصرين بما يقرب 30 مليون نسمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق