الأحد، 7 فبراير 2016

- السلاجقة وحملة الخائرين الصليبية

- السلاجقة وحملة الخائرين الصليبية
بعد تأسيس الصليبيين لإماراتهم الأربع ) الرها وأنطاكية وطرابلس ومملكة بيت المقدس(، حشد "كمشتكين بن الدانشمند" )الحاكم الداشمندي( بمعونة أمير سلاجقة الروم جيشاً لملاقاة الصليبيين وسار به إلى أمير أنطاكية المدعو "بوهمند" الذي كان يَغزو أحد الحصون، وعندما علم بوهمند بالأمر عاد بسرعة إلى أنطاكية وجمع جيشاً ضخم لقتال السلاجقة، وسار به إليهم فاقتتلا في معركة شديدة عام 493 هـ هُزم فيها الصليبيون واستطاع السلاجقة أسر الأمير الأنطاكي بوهمند وقتل الكثير من جنوده.
وبعد بضعة شهور من ذلك انطلقت الحملة الصليبية لعام 1101، وكانت هي الأخرى مؤلفة من أربعة جيوش تحركت في ثلاثة أقسام، كان أحدها يَضم جيشين من الجيوش الأربع والذين يَتألفان بشكل أساسي من اللومبارديين، وقد أصرّ جنود هذا الجيش على السير شرقاً لتحرير بوهمند من السلاجقة قبل متابعة السير إلى الجنوب، ومع أن القسم الآخر من الجيش حاول إقناع اللومبارديين بعدم فعل ذلك إلا أنهم أصرّوا وكادوا يُعلنون العصيان فسار الجيش إلى الشرق حتى وصل أنقرةوملكها، فأسرع الأتراك من سلاجقة بقيادة )قلج أرسلان( ودانشمنديين بقيادة )دانشمند غازي( بالاتحاد معاً رغم خلافاتهم والسير إلى الصليبيين، ودخلوا معهم في عدد من المناوشات بغيت إرهاقهم واستنزاف قواهم، ثم راسلوا أمير حلب )"رضوان السلجوقي"( الذي كانوا في خلاف معه سابقاً واستدعوه فأتاهم مع جيشه بسرعة قاطعاً مئات الكيلومترات.
والتحم الجيشان قرب أماسيا عام 494 هـ واستمرت المعركة لمدة يوم استطاع فيه الأتراك أن يَهزموا الصليبيين وأن يَقتلوا الآلاف منهم، فلم يَنجو منهم في النهاية إلا 3 آلاف جندي لاذوا بالفرار إلى القسطنطينية، ويُقال أن حوالي 30 ألفاً منهم قتلوا في المعركة، مما أدى إلى إبادة جيشين من الجيوش الصليبية الأربع بالكامل تقريباً.
وبعد أن تحمس الأتراك من نصرهم هذا ساروا إلى منطقة بين نيقية وهرقلة حيث كان القسم الثاني من جيش الصليبيين، فحاصروه وهزموه وقتلوا معظمه بينما هرب القائد بالكاد مع بعض الفرسان إلى أنطاكية، وبعد هذا ساروا إلى آخر أقسام الجيوش الصليبية والذي كان قد عبر القسطنطينية قبل مدة ليست بالطويلة، فحاصروه هو الآخر وأبادوه قاضيين بهذا على كافة جيوش تلك الحملة الصليبية.
وسميت تلك الحملة الصليبية الفاشلة تماما بحملة الخائرين أو حملة القلوب الضعيفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق