الاثنين، 8 فبراير 2016

الرقم الذهبي

صورة ‏قادة وعلماء التاريخ‏.
الرقم الذهبي يا صاحبي هو الإنسان الذي يرفضُ أن يكون عاديًا، الذي يرفضُ أن يكون كالملايين من البشر حوله الذين لم يتساءلوا يومًا عن سبب وجودهم في الحياة أو الغاية منها، والذي لديه حلم وطموح هائل وكبير يكفي لأن يبتلع المجرة الشمسية كلها،
والذي لو توّجب عليه، لهدم الجبال في سبيل تحقيق ما يصبو إليه، والذي يمتلك الإستعداد بالتضحية بالغالي والنفيس في سبيل تحقيق حلمه، إنهم عظماء بني البشر.
هؤلاء العظماء يا عزيزي همّ سبب تقدم البشرية الآن، على أكتاف هؤلاء المشردين البائسين، يقترب الآن مكوكٌ فضائي ليصل لأول مرة بالتاريخ إلى حافة المجموعة الشمسية تقريبًا وبالتحديد إلى كويكب بلوتو ليلتقطوا صورًا له لأول مرة..
بفضل هؤلاء المكافحين المناضلين، اليوم تنعمُ أنت ومثلك من الملايين بمختلف اﻷجهزة الكهربائية، بالإنترنت، بالأدوية المختلفة لشتّى الأمراض المستعضية، بالسيارات لنقلك بشكل أسرع والطائرات لتهبيط ضغط قلبك أثناء هبوطها، بحقوق الحرية والمساواة والعدالة الإجتماعية،
فضلًا عن الكثير من الأمور الأخرى، تحية لكل رقمٍ ذهبي يقرأ هذا المقال ويعرف أنه قد حقق حلمه وطموحه في الحياة ويسعى لتقديم المزيد، وتحية أكبر خالصة من القلب لكل قارئ عربي سيسعى لألّا يكون رقمًا عاديًا، بل أن يكون رقمًا ذهبيًا بل وحتى ألماسيًا.
الآن دعونا ننتقل للخطوات العملية..
كيف أصبح رقمًا ذهبيًا؟
# تفكّرّ لمدة ساعة بالخلق والوجود، لماذا نحن بالحياة؟ مالهدف من وجودنا؟ ما هدفك بالحياة؟ ما هو حلمك؟ ما هو طموحك؟ هل أنت فعلًا مستعد لبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق هدفك وطموحك؟ أن تقاسي آلام ومصاعب الحياة لتحقيق حلمك؟ إن كان جوابك على هذا السؤال هو لا، فأنت للأسف لا تمتلك القدرة على أن تكون رقمًا ذهبيًا، وإن كان جوابك هو نعم، فأنا أفتخر بأنني أكتب مقالًا يقرأه شخص مثلك!
# عليك أن تفهم تمامًا حجم التضحيات، عليك أن تغلق حساب فيسبوك اللعين الخاص بك والذي تقضي جلّ يومك عليه بهدف التسلية والدردشة لتقوم وتنجز شيئًا مفيدًا لك ولغيرك، عليك أن تفهم أن الأمر إليه مهما كان، ستعاني أشدّ المعاناة والألم في سبيل الوصول إليه.
ستضربك الحياة بقوة كما لم تعهد من قبل، لا بأس، لا تستلم ولا تنسى أنك مستعد لنذر حياتك في سبيل تحقيق هدفك وطموحك..
# بعد أن تضع هدفك نصبَ عينيّك.. وبعد أن تقرر أنّك مستعد أن تبذل كل ما لديك في سبيل تحقيقه، عليك امتلاك المعرفة، من أين تأتي المعرفة؟ من القراءة، اذهب إلى أي مكتبة قريبة منك أو إلى أي مكتبة إلكترونية، اقرأ في شتّى المجالات العلمية والتقنية والطبية والرياضياتية والجغرافية والتاريخية..
عليك أن تقرأ كل معلومة وكل صفحة وكل كتاب قد يعينك على تحقيق هدفك (باستثناء صفحة المقدمة والإهداء بالطبع) ، القراءة هي الوسيلة الوحيدة لتكتسب المعرفة التي ستُسلّح بها نفسك بمواجهة الصعاب، القراءة هي الشيء الوحيد الذي سيميزك عن باقي أقرانك، طوّر مهاراتك العقلية.
طوّر مهارات التفكير لديك، حسن من مداركك العقلية ولا تترك شيئًا متعلقًا بمجالك إلا وتعلمتَ كل شيءٍ منه وفيه، شاهد المحاضرات والفيديوهات على Youtube, تعلّم من الأشخاص الناجحين على TED، ابحث عن أناسٍ ليدعموك فيما تحتاج تعلّمه.
# بعد أن تكتسب الخبرة والمعرفة اللازمة، ابدأ بتحقيق حلمك، اسعى إليه بكل وسيلة متوّفرة، شارك خبراتك مع أناسٍ آخرين لديهم نفس الحلم، سواء كان حلمك متعلقًا بالمجال الطبي، الهندسي، التقني، السياسي، الديني، العلمي، التاريخي، الجغرافي.. اسعى إليه ! هذا كل ما يمكنني أن أقوله لك.
مالذي تعتقد أن آينشتاين ونيوتن وتسلا ودا فينشي وشكسبير وأرسطو وسقراط و ابن سينا وابن خلدون وابن بطوطة و عمر بن عبد العزيز والمعتصم بالله وصلاح الدين الأيوبي وعمر المختار والشعراوي والغزالي ومصطفى محمود وغيرهم المئات.. مالذي تعتقد أنهم يختلفون عنك فيه؟
هل تظنّ أن ما لديهم من المعرفة والخبرة جاء فقط هكذا كموهبة فطرية أنزلها الله عليهم من السماء؟ لا يا عزيزي.. كلهم تعلموا ودرسوا واجتهدوا وقرأوا.. ثم حققوا أهدافهم وأحلامهم في الحياة وكل واحد حسب طموحه ومجاله واختصاصه..
مالذي يمنعك أن تكون منهم؟ مالذي توقعت أن تراه مثلًا عندما جئت لتقرأ هذا المقال؟ أن أعطيك وصفة سحرية للنجاح مثلًا أو أخبرك أن تضع 4 أكواب من الماء مع القليل من الطحين برشّةٍ صغيرة من السكر وأن أقول لك أن تصفع وجهك 5 مراتٍ يوميًا كل صباح لأنك ظننتني سأقول لك هذا؟! هل تظنّ أنني مدرب تنمية بشرية مثلا؟ هل تحاول إهانتي يا صاح؟!
# تخلّص من مشاكلك الإجتماعية.. الخجل الزائد، الخوف من الجمهور، التعلثم أثناء الكلام مع الناس، إمضاء الوقت فيما لا يفيد، صحبة التافهين وأشباههم.. بكل بساطة، تخلص من أي عائق يعيقك أمام تحقيق هدفك، عليك أن تفهم، أنه لكي تكون إنسانًا ناجحًا وعظيمًا، لا بدّ أن تدوس بقدميّك على ضعفك البشري الذي يمنعك من تحقيق حلمك، لا بدّ أن تفعل ذلك، مهما كان ذلك مؤلمًا.
# في رحلتك لتحقيق حلمك، ستواجه المئات من الناس التافهين، الحقودين، البغيضين، الأولاد البسيطين الذين لا همّ لهم في الوجود إلّا اللعب والضحك والتقاط صور الـSelfie ومصاحبة البنات.. الذين لا يريدونك أن تنجح.
الذين لا يريدونك أن تكون رقمًا ذهبيًا لكي لا يحسّوا بنقصانهم وأنهم مجرد أعداد عادية، هؤلاء اجمعهم في كيسٍ صغير، وضعهم في علبة مصنوعة من الكرتون (ولكن عليك صنع بضع ثقوب بها ليكونوا قادرين على التنفس، لألّا يموتوا مختنقين فنحن لا نريد عمل جريمة قتل هنا) ثم اقذفهم خارج حياتك ولا تولي لهم أي اهتمام، سواء كانوا من أهلك، أصدقائك، معلّميك.. لا تسمح لأحد أن يحبط عزيمتك ويقول لك بأنك لن تستطيع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق