الأربعاء، 3 فبراير 2016

الاسلام في الصين

«من طرائف أخبار ملوك الصين إن رجلاً رحالة من قريش إسمه إبن وهب من ولد هبار بن الأسود سافر إلى الصين وكان الملك يومئذ بمدينة همدان وهي من كبار مدنهم ومن عظيم أمصارهم
فطلب إبن وهب مقابلة ملك الصين (الأرجح انه الإمبراطور يي-زونج) فأقام مدة طويل يبعث رسائله للملك وذكر أنه من أهل بيت النبوة فوافق الملك على مقابلته
ويروي السيرافي القصة" انه لما وصل إليه سأله عن العرب وكيف أزالوا ملك العجم فقال له: بالله عز وجل، وما كانت العجم عليه من عبادة النيران والسجود للشمس والقمر من دون الله عز وجل
فقال له لقد غلبت العرب على أجل الممالك وأنفسها وأوسعها ربيعاً وأكثرها أموالاً وأعقلها رجالاً وأهداها صوتاً وأبعدها صيتاً
ثم قال له: فما منزلة سائر الملوك عندكم ؟
فقال: ما لي بهم علم
فقال للترجمان قل له أنهم (اهل الصين) يعتقدوا على أن في الدنيا المعروفة في ذلك الوقت أربعة ملوك .. وحسبوا أن أعظمهم هو ملك العرب )المسلمين( أي خليفة بغداد، لأنهم اعترفوا بلا نزاع أو تردد أنه أكبر الملوك في الدنيا لثروته الواسعة ولعظمة قصره ولشوكته العسكرية .. ثم وضعوا ملك الصين في الدرجة الثانية عظمة وقوة، ثم ملك الهند ثم ملك الروم"
ثم قال الملك للترجمان قل له أتعرف صاحبك إن رأيته ؟ يعني رسول الله
قال القرشي: وكيف لي برؤيته وهو عند الله عز وجل ؟
فقال لم أرد هذا إنما أردت صورته .
فقلت أجل فأمر بسفط (صندوق) فأخرج فوضع بين يديه فتناول منه درجاً وقال للترجمان أره صاحبه.
فرأيت في الدرج (كتاب به) صور (مرسومة) للأنبياء فحركت شفتي بالصلاة عليهم ولم يكن عندهم اني أعرفهم.
فقال للترجمان: سله عن تحريك لشفته فسألني فقلت أصلي على الأنبياء فقال ومن أين عرفتهم فقلت بما صور من أمورهم).
ويواصل قصه لقائه بملك الصين فيقول:
"هذا نوح عليه السلام في السفينة ينجو بمن معه لما أمر الله عز وجل الماء فعم الماء الأرض كلها بمن فيها وسلمه ومن معه
فقال الملك: أما نوح فصدقت في تسميته وأما غرق الأرض كلها فلا تعرفه وإنما أخذ الطوفان قطعته من الأرض ....
قال القرشي: فهبت الرد عليه وأقامت الحجة لعلمي برفعه ذلك.
ثم قلت هذا موسى وبنو إسرائيل
فقال: نعم على قلة البلد الذي كان به وفساد قومه عليه
ثم قلت هذا عيسى عليه السلام على حماره والحواريون معه.
فقال: لقد كان قليل المدة إنما كان أمده يزيد على ثلاثين شهراً شيئاً يسيراً .. وذكر من سائر الأنبياء وأخبارهم بما اقتصرت على ذكر بعضه"
ويزعم القرشي وهو المعروف بابن هبار انه رأى فوق كل صورة كتابة طويلة قد دون فيها ذكر أسمائهم ومواضع بلدانهم ومقادير أعمارهم وأسباب نبواتهم وسيرهم
"ثم رأيت صورة نبينا محمد على جمل وأصحابه محدقون به في أرجلهم نعال عربية من جلود الإبل وفي أوساطهم الحبال قد علقوا فيها المساويك فبكيت فقال للترجمان: سله عن بكاءه فقلت هذا نبينا سيدنا وابن عمنا محمد ابن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) فقال صدقت، لقد ملك قومه أجمل الممالك إلاّ انه لم يعاين من الممالك شيئاً إنما عاينه من بعد من تولى الأمر على أمته من خلفائه)"
ثم سأل ملك الصين القرشي أسئلة كثيرة عن الخلفاء وعن عمر الأرض وعن سبب خروجه من جزيرة العرب وهي داره ونسبه فأجابه .. فأكرمه ملك الصين وأعطاه الجوائز السخية وامر الناس بإكرامه حتر رحيله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق