الأربعاء، 3 فبراير 2016

لمسلمون في عهد أسرة مينغ (1368-1644م)

لمسلمون في عهد أسرة مينغ (1368-1644م)
في عصر اسرة منغ بالصين, وصل المسلمون إلى اوج قوتهم, وقد وصف الكثير من المؤرخين هذه الدولة بأنها دولة إسلامية, فقد منع إمبراطورها ومؤسسها (هونج وو) شرب الخمر في جميع انحاء البلاد وألف قصيدة في مدح النبي, ولم يدخل أي معبد وثني طوال فترة حكمه, واقر التقويم الهجري كتقويم رسمي للإمبراطورية, كذلك أمر ببناء المساجد في المدن الصينية، وشجع على إحضار أسر عربية وفارسية إلى الصين, كذلك كان 10 من قادة جيوشه مسلمين, وأمر بحظر الديانة المانوية والمسيحية.. وذلك لأن المسلمون قد ساعدوا بطريقة كبيرة في تنصيب اسرة منغ حكاما للصين وساندوهم في حربهم على أسرة يوان المغولية
كان عهد هذه الاسرة يعتبر العهد الذهبي للإسلام والمسلمين في الصين, فقد إنتشروا في كافة انحاء الصين وأندمجوا داخل المجتمع الصيني خاصة وأن المسلمين صينيو الأصل اصبحوا اكبر من عدد المسلمين الوافدين من الخارج, وزادت اعدادهم بشكل كبير, وتقلدوا ارفع المناصب وبرعوا في كافة المجالات, العلمية, والإقتصادية والتجارية, وكان من ابرز ما برعوا فيه هو الفنون القتالية وخاصة قومية الهوي الذين أخترعوا اساليب قتالية جديدة ومتطورة مما جعلهم يتربعون على عرش هذا الفن في جميع أنحاء الصين, فكانت المساجد تلحق بها ساحات لتدريب الشباب المسلم على فنون القتال, حتى اشتهر المسلمون بأنهم أكفأ واقوى الوحدات القتالية وكانوا يشكلوا اساتذة الحرس الخاص بالإمبراطور واقوى كتائب جيش الإمبراطورية الصينية
امر اباطرة اسرة منغ بتعليق هذه الرسالة في جميع انحاء مساجد وشوارع المسلمين: ""أنا أعطيكم هذا المرسوم الإمبراطوري من أجل حفظ وجودكم. المسؤولون أو المدنيون أو العسكريون، أو أي شخص، يحظر عليه إهانة أي مسلم أو الإعتداء عليه. أي شخص يسيء أو يهين المسلمين فهو يخالف هذا المرسوم الإمبراطوري وسوف يعاقب كمجرم".
ويروى عن الإمبراطور زهينج-دي أن مجلسه كان يمتلئ بالعلماء والقادة والشيوخ المسلمين, وأنه هو نفسه كان يلبس الملابس الإسلامية
وقام الملك العاشر في هذه المملكة (أوتسونغ) بإنتقاد دين الكونفشيوسية والأديان الأخرى ومدح الإسلام على العلن قائلا: " إن الكونفوشيوسية تكفي معالجة المصالح في عالم الشهادة ، وتقصر عن كشف الأسرار في عالم الغيب ، وأما البوذية والطاوية فكأنهما تكشفان حجب الغيب ولكن لا تفيدان الرجوع إلى الفطرة ، فإن كل واحد من هذه الأديان منحرف إلى جانب واحد ، بخلاف الإسلام فإنه دين يعرف به الخالق وينبني على القواعد المعقولة ، فلا جرم أن يبقى ما دامت السماوات والأرض "
وكان معظم رجالات الدولة في عهد هذه الأسرة من المسلمين, ومن أبرزهم قائد لجيش الإمبراطورية (تشانج يو) والحاج جهان امير الحرب .. وأمير البحار محمود شمس الدين الذي جاب العالم في سبع رحلات في اسطوله المسمى "اسطول الكنز" بأمر الإمبراطور الصيني, حيث وصل إلى الأمريكتين قبل كولمبوس بفترة كبيرة.
عام 1644 وبعد غزو وسيطرة اسرة تشينغ المنشورية على الصين أنتفض المسلمون لإعادة أسرة "منغ" للحكم مرة اخرى, وقاد "ميلا-ين" و"دينج-جودونج" و"ما-وينج" ثورة كبيرة تسمى بثورة "ميلا-ين" لإعادة تنصيب الأمير "يان-شونج-زو" على عرش الصين, ولكن جيش اسرة تشينغ انتصر عليهم وقتل في هذه المعركة "مائة الف" من هذا الجيش, والنصب التذكاري لهم قائم حتى اليوم تحت إسم "ثلاثي المسلمين المخلصين" في منطقة كانتون
وقد استضاف المسلمون الناجين من اسرة منغ الملكية ودافعوا عنهم وخبأوهم من أعين جيوش وعساكر اسرة تشينغ المنشورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق